كانت كرة القدم المصرية على موعد مع حدث تاريخي في 2018، وذلك بعد التأهل لكأس العالم بروسيا لأول مرة منذ 28 عامًا.

مصر ودعت المونديال من الدور الأول، بعدما تذيلت المجموعة الأولى بالهزيمة أمام أوروجواي وروسيا والسعودية على الترتيب، ما أدى لرحيل المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر.

على الرغم من الأزمات الكثيرة التي وقع بها اتحاد الكرة والمنتخب الوطني بعد الإخفاق في روسيا؛ إلا أن بعد ما يقرب من 4 أشهر من انتهاء المونديال، يُشير الوضع الراهن إلى أن "الجميع استفاد من روسيا".

العديد من اتهامات طالت اتحاد الكرة بسبب التنظيم "غير الجيد" في فندق إقامة منتخب مصر، واشتكى منه اللاعبيو، وعلى رأسهم ثالث أفضل لاعب في العالم محمد صلاح.

اتحاد الكرة

على الرغم من الانتقادات والاتهامات اللاذعة التي وجهت لاتحاد الكرة، نتيجة لأخطاء وقع بها مجلس هاني أبو ريدة بالفعل، إلا أن المكاسب المادية كانت أكبر بكثير.

اتحاد الكرة أصبح يُخطط لزيادة عقد رعايته للضعف، بعد انتهاء العقد الجاري مع شركة برزنتيشن، وذلك بسبب "الوصول لكأس العالم".

كوبر

لم يجلس هيكتور كوبر في بيته كثيرًا عقب رحيله عن منتخب مصر، بل تولى تدريب أوزباكستان والذي يُعد من منتخبات الصف الأول في آسيا.

تدريب أوزباكستان جاء نتيجة لما قدمه كوبر مع منتخب مصر، وزميله المدرب المُميز محمود فايز، الذي تمسك به اتحاد الكرة لآخر لحظة، إلا أنه فضل الرحيل مع المدير الفني الأرجنتيني.

الأندية

استفادت الأندية المصرية، التي شارك لاعبوها مع منتخب مصر في مونديال روسيا، حيث أن كل ناد حصل على 8530 ألف دولار نظير كل يوم تواجد فيه لاعبه في روسيا، فالأهلي دعم المنتخب الوطني وقتها بـ6 لاعبين، أي أنه حصل على مبلغ يقرب من مليون و200 ألف دولار.

الأموال التي حصلت عليها الأندية المصرية، كانت من يوم (1 إلى 25 يونيو) وكانت قابلة للزيادة حال تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني.

لماذا 1 يونيو؟ لأن هذه الفترة التي تبدأ بها المنتخبات المعسكرات الرسمية لكأس العالم، وكانت النهاية يوم 25 والذي شهد آخر مباراة لمنتخب مصر أمام السعودية.

المستفيد الأكبر من هذه الأموال نادي الزمالك، والذي تكلف اتحاد الكرة بدفع مبلغ مالي للفيفا بسبب مستحقات متأخرة لدى بعض من لاعبي الأبيض القدامى، من أموال الزمالك المتسحقة إثر مشاركة 3 لاعبين في روسيا.

وحصل الزمالك على ما يقرب من 600 ألف دولار، دفع منها الاتحاد 300 لسداد جزء من المستحقات المتأخرة للاعب الغاني كريم الحسن.

أجيري

على الرغم من أن أجيري يمتلك سيرة ذاتية جيدة؛ إلا أنه كان بلا عمل خلال الفترة الماضية، قبل وصول العرض المصري.

الطرفان استفادا، فاتحاد الكرة وجد ضالته في أجيري الذي يُقدم كرة القدم الهجومية، والمدرب المكسيكي أيضًا الذي أصبح يدرب أفضل منتخب في إفريقيا.

الدولة

بدأت الدولة تهدف إلى مشروع "الألف مُحترف" لصناعة جيل مصري جديد من اللاعبين المحترفين بالخارج، على غرار محمد صلاح ومحمد النني.

هذا المشروع لم يأت إلا بعد تأهل منتخب مصر للمونديال، حيث إن هاني أبو ريدة تحدث مع وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، عن إخفاق مونديال روسيا، وقال له نصًأ أن كل المنتخبات المتأهلة لدور الـ16 تمتلك لاعبين محترفين في أكبر الأندية، وهو الأمر الذي أفتقده منتخب كوبر.

لذلك قررت الدولة البدء في وضع آليات لعمل مشروع الألف محترف؛ لتطوير مستوى الكرة المصرية وسط منتخبات العالم الكبرى.

طموحات الجماهير

أصبحت الجماهير المصرية تهدف إلى ما هو أكثر من الوصول للمونديال، وذلك بحسب ما صرح به سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة لـ"بطولات".

وقال سيف، إن الشارع الرياضي في مصر أصبح يرى أن الوصول لمونديال قطر 2022 ليس إنجازًا، وينتظر تحقيق ما هو أكثر من التأهل لكأس العالم، وهو ما يتفهمه اتحاد الكرة جيدًا.

الشركة الراعية

الشركات الراعية لمنتخب مصر وعلى رأسها الراعي الأول "شركة برزنتيشن" لم تتكبد أي خسائر من إخفاق الفراعنة في روسيا، وذلك بسبب العائد المادي الذي تحصلوا عليه عقب وصول مصر للمونديال.

ووقعت شركة برزنتيشن منذ أيام عقد رعاية النادي الأهلي، الذي يعد أكبر الأندية في الشرق الأوسط؛ استنادًا لبطولاته القارية.

محمد صلاح

الفرعون محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي سجل هدفين لمصر في المونديال ودون اسمه بحروف منذ ذهب في تاريخ منتخبنا الوطني.

المهاجم عبد الرحمن فوزي سجل لمصر هدفين في مونديال 1934، قبل أن يحرز مجدي عبدالغني هدفًا في مونديال 1990؛ ليأتي صلاح بعد 28 عامًا ويُسجل لمصر ثنائية في مرمى روسيا والسعودية.

هدفا صلاح جعلا منه هدافًا لمصر في المونديال بالتساوي مع عبدالرحمن فوزي، وأمام هداف ليفربول الإنجليزي المستقبل لزيادة غلة أهدافه وتدوين قصة تاريخية أسطورية مع الفراعنة.

فمهما كانت الخسائر فالجميع استفاد من مونديال روسيا