جدل مثير وصراع محتدم بين الأهلي واتحاد الكرة في الأيام القليلة الماضية لكن المفاجأة تكمن في أن الأزمة بين الطرفين لم تكن وليدة الحين بل اشتعل لظاها منذ فترة طويلة وأخذ يشتد سعيرًا مع مرور الوقت، وذلك وفقًا لما أعلنه شريف فؤاد المتحدث باسم القلعة الحمراء.

ويعد قرار لجنة المسابقات بإقامة مباراة الأهلي وبيراميدز في كأس مصر في الثامن والعشرين من فبراير الجاري وتأجيل لقاء الفريقين بالدوري ليوم 18 من إبريل المقبل أخر فصول الأزمة، حتى الآن.

بداية الأزمة بسبب "كارتيرون" وجرح هشام محمد

بدأت الأزمة بعد انتهاء مباراة الأهلي أمام الترجي التونسي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، وتحديدًا عندما قرر الاتحاد الإفريقي استدعاء الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني للفريق آنذاك للتحقيق معه وإيقاف المغربي وليد آزارو بعد مطالبة الاتحاد التونسي بذلك في اجتماع طارئ.

في الوقت ذاته ظهر خطاب منسوب لشركة بريزينتيشن الراعية للنادي الأهلي يشير إلى منح الجزائري مهدي بن عبيد حكم مباراة الذهاب بعض الهدايا الخاصة، وهو ما دفع الشركة لنفي الأمر والرد في بيان رسمي، ومع ذلك لم يتحرك اتحاد الكرة.

لم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل تطورت بسرعة كبيرة، بعد أن هاجمت الجماهير التونسية بعثة الأهلي بالحجارة ما أسفر عن إصابة هشام محمد بجرح في رأسه قبل بداية مباراة الإياب على ملعب رادس وسط غياب تام لردة الفعل من القلعة الحمراء والجبلاية لتنتهي الواقعة وتدخل طي النسيان.

بيراميدز يشعل الأزمة واستجابة الجبلاية تثير غضب الأهلي

هل علينا فصل جديد من أزمة الأهلي واتحاد الكرة، لكن كحال سابقه لم تكن بدايته من النادي أو الجبلاية بل قص بيراميدز الشريط في تلك المرة، وذلك بإعلانه رفض استئناف مبارياته بالدوري قبل استكمال الفريق الأحمر لجميع مواجهاته بالدور الأول بما فيها لقاءه أمام الزمالك.

تدخل اتحاد الكرة باعتباره المنظم الرئيسي لقوانين اللعبة في مصر على عكس ما فعله في أزمة الأهلي والترجي وقرر تشكيل لجنة طوارئ لتنظيم وتنسيق جدول الدوري.

وفي تصاعد لوتيرة الأحداث، أعلن الزمالك تضامنه مع مطالب بيراميدز وقرر هو الأخر عدم خوض أي مباراة في الدوري إلا بعد انتهاء الأهلي من لعب جميع مؤجلاته.

لم يصمت مجلس الأهلي ورد في بيان رسمي أعلن فيه أنه يرفض إجراء أي تعديل في مواعيد مبارياته التي أخطره اتحاد الكرة بها حتى نهاية شهر مارس المقبل.

اتحاد الكرة يسعى لحل الأزمة وقرارت ساخنة من الأهلي

واستمرت الأمور على هذا المنوال ولم يتصدر المشهد سوى الشد والجذب القائم بين جميع أطراف الأزمة حتى انعقد اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة مع لجنة الأندية في الأربعاء الماضي، لتسوء الأمور أكثر على عكس المأمول منها.

شهد الاجتماع انسحاب خالد مرتجي عضو مجلس إدارة الأهلي وممثله من الجلسة اعتراضًا على حضور رئيس الزمالك، قبل اقتراح تبديل موعد مباراة الفريق الأحمر أمام بيراميدز في الدوري بمواجهتهما في الكأس وذلك يوم 28 من فبراير.

على أعقاب  ما حدث في جلسة اتحاد الكرة والأندية، أقام الأهلي اجتماعًا طارئًا خرج منه بعدة قرارات هامة كان أبرزها رفض تبديل أي مباراة له في بطولة الدوري بأي مواجهة أخرى بغض النظر عن المنافس فيها، وشكوى الجبلاية لدى الاتحاد الإفريقي كاف واللجنة الأولمبية المصرية.

قرار مفاجئ من الجبلاية والأهلي يطلب التوضيح

في قرار غير متوقع أعلن اتحاد الكرة تأجيل مواجهة الأهلي وبيراميدز في الدوري إلى ما بعد مباراة القمة المقرر لها 30 من مارس المقبل.

وفي رد فعل سريع أرسل الأهلي خطابًا رسميًا لاتحاد الكرة يستفسر فيه عن أسباب تأجيل مباراته أمام بيراميدز في الدوري.

لم يرد اتحاد الكرة على خطاب الأهلي ليخرج شريف فؤاد متحدث القلعة الحمراء ليلة أمس ويذكرنا بما نسيناه ويعلن أن سبب استياء مجلس الإدارة برئاسة محمود الخطيب من الجبلاية هو عدم اتخاذ أي موقف إيجابي تجاه ما حدث مع الفريق الأحمر في بطولة إفريقيا بالعام الماضي بالإضافة إلى عدم الرد على رئيس الزمالك في اجتماع لجنة الأندية الأخير بعد انسحاب خالد مرتجي ممثل النادي من الجلسة.

اتحاد الكرة يتجاهل الأهلي ودراسة تنذر بكارثة

وضرب اتحاد الكرة استياء الأهلي عرض الحائط وقرر إقامة مباراة الأحمر ضد بيراميدز في بطولة كأس مصر يوم 28 فبراير الجاري على أن تقام مواجهتهما في الدوري يوم 18 من إبريل المقبل، الأمر الذي جعل القلعة الحمراء تدرس الانسحاب من بطولة الكأس.

ويعد انسحاب الأهلي قرارًا كارثيًا لكون النادي واحدًا من أكثر الأندية الجماهيرية في الكرة المصرية وأحد قطبيها إلى جوار الزمالك، هذا بغض النظر عن القيمة التسويقية للفريقين.