كثيرون هم ضحايا البرتغالي كريستيانو رونالدو، اينما ذهب يُسقط العديد من الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة في حضرة أسطورة البرتغال.

بالأمس استطاع كعادته كريستيانو رونالدو أن يصنع الحدث، أن يكون هو الحدث، ثلاثية في مرمى أتلتيكو مدريد يقود بها يوفنتوس للدور ربع النهائي، بعد أن كان فريق السيدة العجوز قاب قوسين أو أدنى من توديع دوري أبطال أوروبا.

كريستيانو تختلف ضحاياه، ولكن يبدو أن أنتوان جريزمان هو أبرزهم، البرتغالي كالدبة السوداء، الكابوس الأذلي للنجم الفرنسي مع فريقه أو منتخب بلاده.

طالع أيضا: "إيقافه أمَّر مُستحيل".. رونالدو يواصل صناعة التاريخ بأرقام قياسية جديدة "عقدة" أتلتيكو مُستمرة بعد ريمونتادا يوفنتوس

بعيداً عن الجوائز الفردية التي ترشح لها الثنائي، وكان يحسمها دائماً كريستيانو لصالحه، ففي أرض الملعب، دائماً ما كان رونالدو يصنع الحدث، على حساب جريزمان.

مع ريال مدريد

في 2015 كانت البداية، أول مواجهة يقصي فيها كريستيانو نظيره الفرنسي، حينما واجه ريال مدريد جاره أتلتيكو في ديربي العاصمة بالدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا 2014/2015.

بهدف تشيشاريتو، أقصى ريال مدريد جاره وعدوه اللدود من ذات الأذنين، بعد أقل من عام على نهائي العاشرة في لشبونة، ولكن هذه المرة كان أنتوان يقود هجوم الروخي بلانكوس.

تكررت المواجهة بينهما في نهائي دوري أبطال أوروبا مايو 2016، جريزمان يهدر ركلة جزاء وتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي، وتذهب إلى ركلات الترجيح.

ركلة الترجيح الحاسمة كانت لكريستيانو رونالدو، ليظهر بطل ريال مدريد وهو يخلع قميصه وتبرز عروقه مُحتفلاً باللقب الأوروبي الثاني له مع الملكي، تحت أنظار أنتوان الذي خرج من أضيق باب في سان سيرو، بعد ان كان بإمكانه تسجيل هدف الروخي بلانكوس، وربما حينها لم تكن ستذهب المباراة لركلات الترجيح.

في 2017، نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ملعب سانتياجو بيرنابيو، هاتريك تاريخي أخر لكريستيانو رونالدو، يقود ريال مدريد للفوز والتأهل إلى النهائي بنسبة لا تقل عن 70%، قبل أن يخسر الملكي لقاء الإياب بهدفين مقابل هدف، ولكن قاعدة احتساب الهدف بهدفين خارج الأرض، كانت لها الكلمة العليا، لتستمر عقدة جريزمان وتستمر سطوة كريستيانو.

مع منتخب فرنسا

في 10 يوليو 2016، بعد أقل من شهر على إنجاز دوري الأبطال، خرج كريستيانو رونالدو من نهائي يورو 2016 باكياً أمام منتخب فرنسا بسبب الإصابة، لكنه ظل جالساً على مقاعد البدلاء، بل لم يجلس، ظل واقفاً أمام مقاعد البدلاء، حاله كحال سانتوس، وجريزمان في الملعب يريد أن تكون هذه هي الفرصة ليتغلب على كريستيانو.

ولكن ظهر إيدر، مثلما ظهر تشيشاريتو من قبل، ليُسدد إيدر، ويحرم فرنسا من اللقب على أرضهم، ويحقق كريستيانو الإنجاز مع البرتغال ويخرج جريزمان من الباب الضيق كعادته كلما واجه كريستيانو.

بعد شهر من مباراة اليورو، تفوق كريستيانو على جريزمان في جائزة أفضل لاعب في أوروبا، ليؤكد بأنه الكابوس الأذلي لجريزمان.

مع يوفنتوس

ظن جريزمان بأن مع رحيل كريستيانو لإيطاليا سيكون الأمر أسهل، لكن كما هي العادة، فالكابوس دائماً ما يطارد صاحبه في أي مكان، أوقعت القرعة أتليتكو في مواجهة يوفنتوس بدوري الأبطال.

ينتهي الذهاب بفوز أتلتيكو 2/0، ظنون جريزمان اصبحت اشبه لليقين، ستكون هي الفرصة، لكنه كان لديه ظنون أخرى، وهي أن كريستيانو مثل "مستر إكس" لم يمُت، ليظهر نجم البرتغال في لقاء الإياب، ويسجل ثلاثية تاريخية للبيانكونيري، ويحرم جريزمان من التأهل، ويؤكد العقدة، ويخرج جريزمان من أضيق باب في أليانز ستاديوم، وكأن لسان حاله، متى سيعتزل كريستيانو رونالدو؟