لم يجد بايرن ميونخ الألماني، مفرًا من إقالة نيكو كوفاتش، من منصب المدير الفني للفريق البافاري، عقب السقوط المدوي أمام آينتراخت فرانكفورت، بخمسة أهداف مقابل واحد، خلال المباراة التي جمعتهما السبت الماضي، ضمن منافسات البوندسليجا.

وكان النادي البافاري يراهن على كوفاتش، باعتباره مدربا شابا وجائعا لتحقيق الألقاب، وفقًا لما أعلنه أولي هونيس، رئيس البايرن، عند التعاقد معه، إذ قال: "المدرب الفائز بدوري الأبطال قد لا ينجح، لذلك عملنا بطريقة مختلفة هذه المرة وتعاقدنا مع مدرب لم يحقق أي شيء، وعلى العكس من الممكن أن يتحقق النجاح معه أكثر مما هو متوقع".

وإن كان هونيس محقًا من منظور جوع المدربين الصغار ونهمهم نحو تحقيق المجد، إلا أن هناك عوامل أساسية لتحقيقه وهي الشخصية والرؤية التي افتقدها كوفاتش تمامًا.

ويرصد "بطولات" أبرز الأسباب التي دفعت إف سي هوليوود للإطاحة بكوفاتش، في التقرير الآتي.

العدو الأكثر خطورة

عندما أقدم هونيس، على إقالة كارلو أنشيلوتي، من تدريب الفريق البافاري قبل عامين، كانت العلاقة المتوترة بين نجوم الفريق والمدرب الإيطالي، هي السبب الأبرز.

وقال هونيس وقتها: "كارلو كان على علاقة غير جيدة بخمسة لاعبين مهمين، هذا أمر لا يمكن التعايش معه.. منذ وقت تعلمت أنه لا يوجد عدو أكثر خطورة، من عدوك الذي يعيش بجانبك".

ولا يخفى على أحد، علاقة كوفاتش السيئة مع لاعبي بايرن ميونخ، والتي دفعت ريناتو سانشيز إلى الرحيل قبل انطلاق هذا الموسم بسبب تجاهل المدرب الكرواتي.

وفشل كوفاتش، تمامًا في استغلال قدرات خاميس رودريجيز، الذي قدم فترة رائعة تحت قيادة يوب هاينكس، في الموسم قبل الماضي، ليدفع اللاعب إلى العودة لصفوف ريال مدريد الصيف الماضي.

كما دخل كوفاتش في خلاف مع المهاجم ساندرو فاجنر، الذي اضظر للرحيل في يناير الماضي، إلى الصين.

ودب الخلاف أيضًا بين كوفاتش، وتوماس مولر، حيث سبق وأن صرح الأول بأنه سيعتمد على اللاعب إن كانت هناك حاجة لذلك، في إشارة واضحة إلى خروج الدولي الألماني السابق، من خططه.

ودفع ذلك التصريح، توماس مولر، للتلويح بورقة الرحيل عن صفوف بايرن ميونخ، في أكثر من مناسبة هذا الموسم.

كما أبدى أكثر من لاعب اعتراضه على طريقة لعب الفريق في مناسبات عدة هذا الموسم، مثل جوشوا كيميتش ومانويل نوير.

ومع علاقة مضطربة مع اللاعبين، لم يكن مصير كوفاتش ليختلف كثيرًا عن مصير أنشيلوتي، الذي تعرض للإقالة لنفس السبب.

عداء رومينيجه

لم يحاول كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ، إخفاء مشاعره الرافضة لوجود كوفاتش مدربًا للفريق البافاري منذ الخسارة أمام ليفربول بنتيجة 3-1 في إياب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

ورغم فوز بايرن ميونخ بخماسية نظيفة على بوروسيا دورتموند، والذي حسم الدوري الألماني بشكل كبير لصالح الفريق البافاري، إلا أن رومينيجه قال: "ليس هناك ضمان لاستمرار كوفاتش، لا أحد يضمن البقاء في النادي سواء هو، أو أي شخص آخر، لدينا مبادئ واضحة، من لا يستطيع التعامل مع الضغط، فهو في النادي الخطأ".

وعند سؤاله عن ردة فعله عقب الإقصاء من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ليفربول الإنجليزي، أجاب: "لقد شعرت بالإحباط بعد المباراة، كان علينا الهجوم، ولعب مباراة مفتوحة، كما فعلنا أمام دورتموند".

وهذا الموسم، رفض رومينيجه التعليق على أداء الفريق، في أكثر من مناسبة، قبل أن يتهم أداء البايرن أمام أوجسبورج وأولمبياكوس باللامبالاة.

اختلاف وجهات النظر

منذ اليوم الأول لكوفاتش في بايرن ميونخ، وهو يعاني مع إدارة النادي حول التعامل مع سوق الانتقالات، فأغلب طلبات المدرب الكرواتي لم يتم تلبيتها بحجة أنها لا ترتقي لمستوى تطلعات إف سي هوليوود.

ففي الموسم الماضي، طلب كوفاتش التعاقد مع أنتي ريبيتش، ولوكا يوفيتش وكيفن فوجت، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

وفي الصيف الماضي، طلب كوفاتش التعاقد مع ثنائي بوروسيا مونشنجلادباخ دينيس زكريا وفلوريان نيوهاوس.

ولم يستجب بايرن لكوفاتش، سوى في التعاقد مع إيفان بيريسيتش، وذلك بعد فشل انتقال ليروي ساني، جناح مانشستر سيتي إلى صفوف بايرن ميونخ؛ بسبب إصابته بالرباط الصليبي.

وبالتالي لم تتلاق أفكار المدرب مع الإدارة وهو ما انعكس بالسلب على أداء الفريق البافاري تحت قيادة كوفاتش.