تجاهل نادي بايرن ميونخ الألماني، عدة مدربين متاحين عقب إقالة نيكو كوفاتش، المدير الفني السابق للفريق البافاري، مطلع هذا الشهر وعلى رأسهم جوزيه مورينيو، الذي أبدى رغبته في التدريب بالبوندسليجا.

وذكرت تقارير صحفية، أن مورينيو يتعلم اللغة الألمانية، من أجل أن يكون مؤهلاً للتدريب هناك، وذلك بعدما أصبح عاطلاً عن العمل عقب إقالته من تدريب مانشستر يونايتد، في ديسمبر الماضي.

وسبق وأن رحب مورينيو بتدريب بايرن ميونخ في تصريحات صحفية، موضحًا: "أود الحصول على لقب دوري أبطال ثالث مع 3 أندية مختلفة ولقب دوري محلي في بلد خامس أيضًا".

وحقق مورينيو 25 لقبا مع مختلف الأندية التي دربها، أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين بواقع بطولة مع بورتو ومثلها مع إنتر ميلان، فضلا عن 3 ألقاب من الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي بالإضافة إلى الدوري والسوبر الإسبانيين وكأس ملك إسبانيا مع ريال مدريد.

ورغم هذا السجل الحافل، إلا أن فرص مورينيو تكاد تكون منعدمة في تدريب بايرن ميونخ، على المدى القريب على الأقل.

ويسلط "بطولات" الضوء على الأسباب التي تجعل مورينيو بعيدًا عن تدريب بايرن ميونخ في السطور التالية:

شخصية متمردة

"مورينيو مدرب رائع حصد الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا مع بورتو وقدم أداء رائعًا مع تشيلسي وفاز علينا مع إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2010، ولكنه يصعب التعامل معه، إنه شخص يصعب على رؤساء الأندية التي يتولى تدريبها التعامل معه".

هكذا كانت تصريحات أولي هونيس رئيس بايرن ميونخ السابق عن مورينيو، والتي تكشف مدى صعوبة التعامل بين الجانبين.

صحيح أن هونيس بات خارج إدارة النادي البافاري، إلا أن كلمته لا تزال مسموعة، ورأيه لا يستهان به.

سياسته التعاقدية

تخالف رؤية جوزيه مورينيو، نظيرتها في بايرن ميونخ، حيث يفضل الأول التعاقد مع نجوم الصف الأول، بينما يتطلع النادي الألماني إلى التعاقد مع اللاعبين الشباب والبعد قدر الإمكان عن الصفقات الباهظة.

وتعاقد مورينيو مع 11 صفقة خلال فترة قيادته لليونايتد كلفت ثمانية منها خزينة النادي مبلغًا يقدر بـ357 مليون جنيه إسترليني.

ومع ذلك لم يحقق مورينيو النجاح المرجو منه مع الشياطين الحمر، لتتم إقالته قبل منتصف موسمه الثالث مع الفريق.

وبالطبع لن يسمح النادي البافاري باستثمار مبالغ كتلك، حيث يرى مسؤولوه أن الصرف المبالغ فيه لن يعود بالنفع على بايرن ميونخ.

سوء استغلال المواهب الشابة

لا يتمتع مورينيو بالصبر والقدرة على منح الفرص للاعبين الشباب، ومن أبرز أمثلة ذلك، الثنائي محمد صلاح وكيفن دي بروين، حيث ظلا حبيسا مقاعد البدلاء في تشيلسي، قبل أن يخرجا ويتألقا مع أندية أخرى.

وأصبح محمد صلاح ودي بروين، نجما ليفربول ومانشستر سيتي، ومن أفضل اللاعبين في إنجلترا والعالم، ولا يزال الحديث عنهما يُصيب جماهير تشيلسي بالمرارة.

وبالنظر إلى استراتيجية بايرن ميونخ الحالية، فهناك اعتماد كبير على اللاعبين الشباب مثل ألفونسو ديفيز وميكائيل كويسانسي، وفييت آرب، وغيرهم، ولذلك افتتح في أغسطس 2017، أكاديمية للاعبين الشباب بتكلفة وصلت 70 مليون يورو لتعزيز الفريق الأول بالمواهب.

أزمة شفاينشتايجر

خلفت أزمة باستيان شفاينشتايجر نجم بايرن ميونخ السابق مع جوزيه مورينيو، حربًا من التصريحات بين المدرب البرتغالي وإدارة النادي البافاري.

وأعلن مورينيو، خروج شفايني من خططه عندما كانا في مانشستر يونايتد، كما أرسل اللاعب المتوج بكأس العالم 2014 إلى التدريب مع فريق الرديف.

وبدأ هونيس، هذه الحرب قائلاً: "ما يحدث مع شفاينشتايجر في مانشستر يونايتد أمر لا يصدق، إنه لا يحصل على فرصته في اللعب، ويتم إخراجه من الصورة الجماعية للفريق، إنهم يتعاملون معه وكأنه مريض بالجذام".

وتبعه رومينيجه، الذي أكد: "لا أكاد أصدق المعاملة التي يلقاها اللاعب، لم يحدث شيء كهذا في بايرن ميونيخ ولن يحدث أبدًا في بايرن ميونيخ، على اللاعبين التفكير طويلاً قبل الانتقال إلى الأندية التي قد تعاملهم بهذا الشكل".

من جانبه، طالب مورينيو مسؤولى بايرن ميونخ بأن يركضوا سريعًا لمانشستر لاستعادة لاعبهم السابق، معربًا عن اندهاشه من عدم تفاوض إدارة النادي البافاري على ضم شفاينشتايجر.

فكره الكروي

يميل بايرن ميونخ إلى التعاقد مع مدرب يجيد فلسفة الاستحواذ واللعب الهجومي، لذلك يوجد على قائمة اهتماماته بيب جوارديولا وإيريك تين هاج وتوماس توخيل، وكلهم يعبرون عن هذه الفلسفة. 

بينما يشتهر مورينيو، بالأسلوب الدفاعي واللعب على المرتدات دون الاهتمام كثيرًا بفكرة الاستحواذ وهو ما يجعله بعيدًا أكثر عن خيارات بايرن ميونخ.