خلق اسمه وسط أسماء رنانة وكبيرة في دوري هو الأفضل بين الدوريات الخمس الكبرى مع فريق لا ينفق المليارات مثلما يفعل كبار القارة العجوز في السنوات الأخيرة، لكنه استطاع صناعة فريق يهابه الجميع ويقدم كرة قدم جميلة، جعلت الجماهير تتغنى باسمه والحديث عن واحد من أفضل المدربين في العالم وهو الأرجنتيني المتواضع ماوريسيو بوتشيتينو.

اقرأ أيضا.. تقارير: بوتشيتينو قد يعود إلى التدريب سريعًا عبر بوابة بايرن ميونخ

رحل بوتشيتينو عن تدريب توتنهام يوم الثلاثاء الماضي بقرار مفاجئ من إدارة السبيرز بعد 5 سنوات ونصف جعل من "الفسيخ شربات" بالمثل المصري الشائع عندما قاد الفريق اللندني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا والخسارة من ليفربول في مايو الماضي بهدفين بعدما عانده الحظ كثيرا في اللقاء، ليخلفه مدرب مثير للجدل في السنوات الأخيرة وهو البرتغالي جوزيه مورينيو.

وجاء رحيل بوتشيتينو عن صفوف توتنهام بسبب المتنمر دانييل ليفي، رئيس السبيرز الذي خشى الإنفاق من خزينته الممتلئة بالأموال لدعم المدرب الأرجنتيني بأسماء مميزة في الصيف الماضي، فعلى الرغم من إبرام صفقات جيدة مثل تانجي ندومبيلي وجوفان لو سيلسيو لكن الفريق كان بحاجة لهدوء بتمديد عقود نجوم مثل كريستيان إريكسن وداني روز وتوبي الديلرفيلد بالإضافة إلى مهاجم قوي بعد رحيل بديل هاري كين، فرناندو يورنتي لنابولي.

لكن دانييل ليفي المتمرس في الحصول على أموال طائلة من صفقات بيع نجوم السبيرز الذي حدث في صفقتي لوكا مودريتش وجاريث بيل لريال مدريد في 2012 و2013، بخل كثيرا على دعم المدرب المميز بوتشيتينو في الفترة الأخيرة.

وعلى الرغم من الخروج السيء لبوتشيتينو من جحيم متنمر توتنهام" دانييل ليفي إلا أنه سيكون الرابح الأكبر في السنوات المقبلة.

وأصبح بوتشيتينو عاطلا عن العمل كحال ماسيميليانو أليجري، مدرب يوفنتوس السابق ولوران بلان، مدرب باريس سان جيرمان السابق لكنه أمام خيارات صعبة في مسيرته الكروية.

ويعد بوتشيتينو الخيار الأول حاليًا بالنسبة لفريق بايرن ميونخ الألماني من أجل قيادة الفريق في محل المؤقت هانس فليك لكن المدرب الأرجنتيني حال موافقته على قيادة الفريق البافاري، سيمنعه من قيادة ريال مدريد أو مانشستر يونايتد في الفترة القريبة التي قد تكون مطلع الموسم حال رحيل زين الدين زيدان أو أولي سولشاير.

ويخشى بوتشيتينو في الوقوع في نفس خطأ كارلو أنشيلوتي الذي وافق على تدريب بايرن ميونخ في أكتوبر 2015 في محل بيب جوارديولا الذي جعله يصون كلمته مع كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي من أجل قول كلمة "لا" لمانشستر يونايتد الذي يعد من أكبر الفريق في العالم.

وندم أنشيلوتي على قراره الخاطئ بقيادة بايرن ميونخ الذي رحل عنه بعد ذلك في منتصف الموسم لسوء النتائج وعلاقته مع بعض اللاعبين وهو الشبح الذي يطارد بوتشيتينو حاليًا.

ويواجه كل المدربين في الفترة الأخيرة مشاكل في بايرن ميونخ بسبب اللغة الألمانية الصعبة عليهم والتعنت الكبير والتمسك بالفلسفة الألمانية التي تسببت في رحيل بيب جوارديولا وقد يقع بوتشيتينو في نفس الورطة.

وكان السير اليكس فيرجسون المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد السابق رشح بوتشيتينو في الفترة الأخيرة لقيادة الشياطين الحمر وهو الخليفة المناسب من وجهة نظره لمسرح الأحلام.

رفض بوتشيتينو تولي تدريب ريال مدريد في صيف 2018 ومنتصف الموسم الماضي بسبب عقده مع توتنهام وطلب دانييل ليفي، رئيس السبيرز تعويضا كبيرا من أجل تركه بقيادة الفريق الملكي.

وينتظر بوتشيتينو، جنة ريال مدريد ومانشستر يونايتد في الفترة المقبلة خوفا من خطأ أنشيلوتي بقول "نعم" وخشية دخول جحيم بايرن ميونخ في بافاريا حال توقيعه مع بطل الدوري الألماني. 

سنرى ماذا يفعل بوتشيتينو في الفترة المقبلة حول مستقبله التدريبي سواء بقيادة فريق النار بايرن ميونخ والرد السريع على المتنمر ليفي أم سيضعه عينه على فردوس ريال مدريد ومانشستر يونايتد؟.