مر عام 2019 ويحمل خيبات أمل كبيرة وانكسارات لريال مدريد، حيث لم يحقق الفريق خلال هذا العام أي بطولة، في مرحلة مليئة بالانكسارات بمختلف البطولات.

ريال مدريد بعد فترة ذهبية وتحقيق دوري أبطال أوروبا خلال 2016 و2017 و2018، خرج مبكرًا في 2019، وخسر الكأس والدوري كذلك، لينهي العام "صفر بطولات".

ريال مدريد بدأ هذا العام تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سانتياجو سولاري، الذي جاء خلفًا للمُقال جوليان لوبيتيجي في أكتوبر 2018، وحقق انتصارات بالدوري والكأس في يناير، ودعم النادي صفوفه بلاعب واحد فقط وهو إبراهيم دياز، الذي لم يشارك كثيرًا بعد هروبه من جحيم مانشستر سيتي.

فبراير بداية السقوط

في كأس إسبانيا، تعادل ريال مدريد على ملعب كامب نو مع برشلونة ذهابًا بهدف لمثله، وفي الإياب قدم النادي الملكي مباراة رائعة أمام العملاق الكتالوني ولكنه خسر في الكلاسيكو الأول لـ سانتياجو سولاري مدربًا للميرينجي.

بعد ثلاثة أيام انتصر الملكي  في الديربي على أتلتيكو مدريد بثلاثية على ملعب واندا ميتروبوليتانو، قبل أربعة أيام من مواجهة أياكس في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

ذهب ريال مدريد إلى ملعب يوهان كرويف، وانتصر بثنائية مقابل هدف على أياكس رغم أفضلية الفريق الهولندي في المباراة.

نهاية فبراير كانت خروج ريال مدريد من البطولة الأولى له في 2019 وودع الكأس بثلاثية على ملعبه أمام برشلونة، قبل ان يواجه العملاق الكتالوني مجددًا في الدوري ويحسم البلوجرانا لقب الليجا عمليًا بهدف راكيتيتش على سانتياجو بيرنابيو أيضًا، لتذهب البطولة الثانية أدراج الرياح.

مارس الكارثي

في مارس، كان السقوط الأكبر لريال مدريد، خسارة أمام أياكس على سانتياجو بيرنابيو الذي أصبح جحيم لأصحابه وليس العكس، ليتلاعب شباب إيريك تين هاج بنجوم النادي الملكي على مرآى ومسمع الجميع، ويسقط بطل أوروبا برباعية قاسية وفضيحة جديدة في مدريد.

الخسارة من أياكس بعثرت أوراق فلورنتينو بيريز رئيس النادي، الذي كان قد أعطى الثقة لسولاري المؤقت، ليكون مدربًا للفريق بشكل دائم، ولكن بعد السقوط أمام بطل هولندا كل شيء تغيّر.

ذهب بيريز لكي يقنع زين الدين زيدان، لياتي المدرب الذي أصبح أسطورة في ريال مدريد، من أجل إنقاذ النادي الملكي بعد أقل من عام على رحيله.

التقارير أشارت إلى أن بيريز وعد زيدان بميزانية مفتوحة للتعاقدات في الصيف، ليعود زيزو مرة أخرى ويعيد الحرس القديم مثل إيسكو ومارسيلو ونافاس، بعد أن كانوا يفكرون في الرحيل بسبب التعامل مع سانتياجو سولاري.

عودة زيدان لم يكن بها مفعول السحر كما توقع الجميع، بل كانت لهدوء الرأي العام في شوارع مدريد، وهي سياسة اتبعها كثيرًا فلورنتينو بيريز لكي يمتص غضب الجماهير، خاصة وأن زيزو أنهى الدوري في المركز الثالث بعد كثير من التعثرات.

انتهى موسم 2018/2019، وبدأ التحضير لموسم جديد، هنا انتظر الجميع أن يفي فلورنتينو بيريز بوعوده مع زيدان فيما يخص ميركاتو الصيف والتعاقدات التي يدعم من خلالها الفريق.

يوليو وأغسطس ما بين التدعيمات والخسائر

وبالفعل كانت بداية مثالية للميركاتو، 1 يوليو ومع أول يوم في سوق الانتقالات الصيفية، كان الإعلان عن ضم الثنائي ميليتاو من بورتو وفيرلاند ميندي من ليون، بعد ذلك كوبو الشاب من طوكيو إف سي، قبل أن تتم اعارته لمايوركا، ورودريجو جوس من سانتوس البرازيلي، ولوكا يوفيتش، وأريولا حارس باريس سان جيرمان وأخيرًا النجم المنتظر منذ زمن طويل في البيت الملكي، إيدين هازارد نجم تشيلسي، كأغلى صفقة في الميركاتو الملكي.

يوليو شهد تدعيمات كبيرة في بدايته، ثم التحضير للموسم الجديد، وخرج زيدان ليصرح أن جاريث بيل ليس في حساباته، وعليه أن يبحث عن فريق خلال ميركاتو الصيف.

بعد تصريح زيدان، يتعرض النجم الإسباني ماركو أسينسيو لقطع في الرباط الصليبي بمباراة آرسنال الودية، لكن هذا لم يؤثر على قرار زيزو، وكانت المفاوضات مستمرة مع أندية صينية وأخرى أوروبية، وفي النهاية فشلت واستمر جاريث لاعبًا ملكيًا.

إصابة أسينسيو لم تكن فقط أبرز ما حدث في فترة ريال مدريد التحضيرية، وانما السقوط المدوي أمام أتلتيكو مدريد بسبعة أهداف مقابل ثلاثة بكأس الأبطال الودية على ملعب ميتلايف.

في أغسطس بدأ الموسم، وتعادل مخيب للآمال في أول مباريات النادي على سانتياجو بيرنابيو أمام بلد الوليد، بعد الفوز أمام سيلتا فيجو في افتتاح الليجا، يليه تعادل آخر أمام فياريال، والنادي الملكي لم يستقر على التشكيل النهائي بعد، في ظل الإصابات التي تضرب الفريق وأهمها إيدين هازارد.

سبتمبر وأكتوبر والتذبذب مستمر  

التعادلات التي حققها النادي في بداية الدوري كانت إشارة إلى أن ريال مدريد لم يبدأ بالشكل الصحيح، وكانت الضربة القوية في ملعب بارك دي برانس أمام باريس سان جيرمان بثلاثية مُذله بدون نجوم نادي العاصمة الفرنسية.

انتهى سبتمبر بتعادل ريال مدريد مع أتليتكو مدريد في الديربي، وفقد فرصة الصدارة لليجا على حساب برشلونة.

بدأ ريال مدريد أكتوبر بتعادل مخزي على ملعبه سانتياجو بيرنابيو أمام كلوب بروج بعد أن كان متأخرًا بثنائية نظيفة، وخسارة من ريال مايوركا في الليجا، قبل أن يحقق فوزه الأول بدوري الأبطال أمام جلطة سراي.

تأجل الكلاسيكو الذي كان من المفترض أن يلعب يوم 26 أكتوبر إلى ديسمبر، وذلك بسبب أزمات الجماهير في محيط ملعب كامب نو، في ظل مظاهرات كتالونيا للاستقلال.

نوفمبر الاستقرار

في نوفمبر استطاع ريال مدريد أن يحقق 3 انتصارات متتالية في الليجا، واكتسح جلطة سراي بسداسية في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتعادل مع باريس سان جيرمان رغم أفضلية النادي الملكي، ويتأهل رسميًا إلى دور الـ16 قبل جولة من نهاية دور المجموعات.

جاريث بيل قبل عودته إلى ريال مدريد بعد المشاركة مع منتخب بلده ويلز في تصفيات يورو 2020، وضع ريال مدريد في الخانة الأخيرة من اهتماماته، وذلك بعدما كتب ويلز ثم الجولف، ثم ريال مدريد.

وتعرض اللاعب لهجوم كبير من جماهير النادي الملكي وصافرات استهجان بسبب الرسالة التي كتبها على علم ويلز.

ديسمبر

في ديسمبر، تعادل النادي الملكي في ثلاث مباريات متتالية منهم مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة التي تأجلت من أكتوبر.

ريال مدريد كان الأقرب للفوز في كامب نو، رغم غياب إيدين هازارد عن النادي الملكي، لكنه في النهاية فقد فرصة اقتناص الصدارة من برشلونة.

عام انتهى ولا يريد مشجع ريال مدريد أن يتذكره مجددًا، كان مليئًا بخيبات الأمل بمختلف البطولات، دون تحقيق أي لقب خلال هذا العام.