كشف نجم نادي ليفربول، ساديو ماني، عن تفاصيل وقعت في طفولته وأثرت فيه بشكل قوي ودفعته للحلم ببناء مستشفى في السنغال لمساعدة مواطنيه.

وقال ماني في تصريحات نشرتها صحيفة "جارديان" الإنجليزية: "كنت في السابعة من عمري وكنا على وشك اللعب في الملعب عندما اقترب مني ابن عمي وأخبرني بوفاة والدي، ظننت أنه يمزح، لم أستطع فهم الأمر حقًا، قبل وفاته كان يعاني من المرض لأسابيع، جلبنا له بعض الأدوية التقليدية واستقرت حالته لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم عاد المرض ولكن هذه المرة لم يفد الدواء ولأنه لم يكن هناك مستشفى في بامبالي، كان عليهم أن يأخذوه إلى قرية مجاورة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إنقاذ حياته، لكن الأمر لم يسر بذلك الشكل".

وأضاف: "عندما كنت صغيرًا كان والدي دائمًا يقول كم كان فخورًا بي، كان رجلًا ذا قلب كبير، وفاته كان لها تأثير كبير علي وعلى أسرتي وبقية أفراد عائلتي، قلت لنفسي إنه يجب أن أبذل قصارى جهدي لمساعدة أمي، هذا أمر صعب التعامل معه عندما تكون صغيرًا جدًا".

من المقرر أن يفتتح ماني مستشفى في قريته، في غضون ستة أشهر، بعد أن قام ببناء مدرسة أيضًا في العام الماضي.

اقرأ أيضًا.. كيف انتقل ماني إلى ليفربول؟ كلوب والسنغالي يسردان القصة المثيرة

واستكمل: "أتذكر أن شقيقتي وُلدت في المنزل أيضًا لأنه لا يوجد مستشفى في قريتنا، لقد كان وضعًا محزنًا حقًا للجميع، كنت أرغب في بناء مستشفى لمنح الناس الأمل، كان الأمر صعبًا لأنه لم يكن لدي أي شخص يسندني ويدفعني لتحقيق حلمي، لكنني لم أتوقف أبدًا عن الحلم".

وتابع: "كان من الشجاعة حقًا أن أترك عائلتي في القرية وأذهب إلى داكار لكنني كنت أعلم أنني يمكن أن أكون ناجحًا، بعد ذلك بدأت عائلتي تأخذ الأمر على محمل الجد وعرفت أنني لا أريد أن أفعل أي شيء آخر، كانوا يعلمون أنه ليس لديهم خيار لذلك ساعدوني".

وأكد ماني في الوقت ذاته على أهمية التعليم، حيث قال: "المدرسة تأتي أولًا، ويجب أن تكون بصحة جيدة قبل أن تذهب إلى العمل، لذلك دعونا ننهي المستشفى، دائمًا ما أفكر إنني يجب أن أعمل بجد أكبر من أجل هؤلاء الناس، ربما لو كانت هناك مدرسة أفضل عندما كنت أصغر سنًا لربما كنت سأدرس أكثر، لكن الأمر لم يكن كذلك، كنت في القرية، لذا يريد جميع الأولاد أن يلعبوا كرة القدم ولم يعد أحد يرغب في الذهاب إلى المدرسة، إنهم يريدون فقط أن يصبحوا لاعبي كرة قدم مثلي، لكنني أقول لهم دائمًا على ضرورة أن يكونوا متعلمين جيدًا وأن يذهبوا إلى المدرسة".

وأوضح: "بالطبع يمكنهم الاستمرار في لعب كرة القدم ولكن التعليم سيساعد الشخص أكثر حتى يكون ناجحًا في ما يفعله".

تجدر الإشارة إلى أن ماني تبرع للحكومة السنغالية بمبلغ 40 ألف جنيه إسترليني لمكافحة فيروس كورونا المتفشي حاليًا.