لشبونة،(إفي): يسدل الحارس الإسباني إيكر كاسياس الستار على عام 2015 الذي كان شاهدا على الفترة الأكثر تباينا في مسيرته الكروية لاسيما بانتقاله غير المتوقع والذي شغل وسائل الإعلام حينئذ لنادي بورتو البرتغالي من صفوف ريال مدريد، ليبدأ الحارس الدولي تحديا جديدا في البرتغال. بطولات

وعاش كاسياس تجربتين متباينتين خلال النصف الأول والثاني من العام الجاري، بداية من توديع الفريق الملكي بالدموع بعد موسم باهت، نهاية بانضمامه للـ"تنين" البرتغالي محملا بالكثير من الآمال.

فعلى الرغم من أن النادي البرتغالي يقاتل على البطولتين المحليتين، الدوري والكأس، إلا أن الغصة في الحلق تمثلت في الخروج من دوري الأبطال من دور المجموعات، للمرة الأولى في مسيرته، والانتقال للدوري الأوروبي ليقع في مواجهة صعبة مع بروسيا دورتموند الألماني.

إلا أن النقطة المضيئة في هذا العام كانت قيادته للمنتخب الوطني لتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) بفرنسا.

وبعد عامين من الصراعات بينه وبين المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إبان توليه قيادة الفريق الملكي (2013-2015)، والتي كلفته مركزه الأساسي في عرين الفريق لحساب مواطنه دييجو لوبيز، واصل سوء الطالع ملازمته لكاسياس حتى بعد رحيل المدرب البرتغالي وقدوم الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ونالته أسهم نقد جماهير "سانتياجو برنابيو" متهمة إياه بافتعال المشاكل داخل غرف ملابس اللاعبين.

وجلس كاسياس على مقاعد البدلاء خلال الموسم الأول للمدرب الإيطالي في الليجا، إلا أنه كان يشارك بصفة أساسية في دوري الأبطال واستطاع في النهاية أن يرفع اللقب الثالث في مسيرته مع الميرينجي، والعاشر في تاريخ الفريق، إلا أن أداءه في المباراة النهائية كان محل انتقاد الكثيرين.

وعلى الرغم من استعادته لمكانته الأساسية مع أنشيلوتي في الموسم الثاني (2014-2015)، إلا أنه لم يستعد الابتسامة التي لم تكن تفارق وجهه.

وبعد أن تأكد رحيله خارج أسوار النادي الملكي، قال كاسياس خلال الكلمة التي ودع بها الفريق "بعد 25 عاما مدافعا عن شعار النادي الأكبر في العالم، تأتي لحظة صعبة في حياتي الرياضية: أن أودع النادي الذي طالما منحني كل شيء".

وشد الحارس، البالغ من العمر 34 عاما، الرحال إلى البرتغال من أجل استعادة البريق المفقود مع بورتو، حيث كان كل ما يجول في خاطره حينها هي الاستمرار في المنافسة على أكبر المستويات، على الرغم من كون الدوري البرتغالي أقل من نظيره الإسباني.

وأتم الحارس انتقاله إلى بورتو يوم 12 يوليو ليدافع عن ألوان النادي الذي يشرف على تدريبه مواطنه جولين لوبيتيجي.

وتسبب التعاقد مع كاسياس في حالة من الفرحة بين جماهير الفريق العريضة الذين تسابقوا في شراء القمصان التي تحمل اسم ورقم اللاعب.

وخاض كاسياس خلال العام الحالي، مع بطل أوروبا عامي 1987 و2004 ، 20 مباراة فاز في 14 وتعادل في 4 وخسر في مباراتين فقط واستقبلت شباكه 15 هدفا.

وكانت الخسارتين التي تكبدهما كاسياس مع بورتو مريرتين للغاية وفي بطولته المفضلة، دوري الأبطال، أمام دينامو كييف الأوكراني بنتيجة (0-2) والثانية، التي كلفته الخروج من البطولة، أمام تشيلسي الإنجليزي بنفس النتيجة.

واستطاع الأسطورة الحية في تاريخ الكرة الإسبانية من تحطيم رقم مواطنه تشابي هيرنانديز، لاعب برشلونة السابق والسد القطري الحالي، من حيث عدد المباريات التي خاضها في بطولة دوري الابطال برصيد 156 مباراة، فضلا عن كونه صاحب أكبر عدد من المباريات بشباك نظيفة في ذات البطولة برصيد 51 مباراة.

وقال كاسياس الذي خاض جميع البطولات مع ناديه البرتغالي باستثناء بطولة الكأس "لقد استقبلوني بطريقة مثالية، أنا مقتنع تماما بأنني اتخذت القرار الأفضل".

واختتم بطل العالم في عام 2010 وأوروبا في عامي 2008 و2012 ، بشكل يتناسب مع مسيرته الحافلة عندما قلدته الحكومة الإسبانية ميدالية الاستحقاق الرياضي الملكية بفضل مساهماته في إعلاء شأن الرياضة في البلاد.