تعرض جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا، لانتقادات شديدة من قبل ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم، بسبب هجومه العلني على البلاد المنظمة لكأس العالم 2022.

استبعد مدرب إنجلترا مقاطعة بطولة هذا العام بسبب السجل المروع للمضيفين في مجال حقوق الإنسان، وأصر على أن الأوان قد فات لبدء الاحتجاج على إقامة كأس العالم في قطر.

لكنه أثار قضية حقوق العمال المهاجرين في دولة الخليج ويخشى ألا يسافر المشجعيين الإنجليز المثليين إلى هناك لحضور كأس العالم لأنهم يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في بلد حيث المثلية الجنسية غير قانونية.

ومع ذلك، يصر الرئيس التنفيذي لقطر 2022 ناصر الخاطر على أن ساوثجيت يجب أن ينظر في مشاكل إنجلترا نفسها قبل أن ينتقد بلاده.

وقال الخاطر في تصريحات نشرتها صحيفة "ذا صن" البريطانية: "لا توجد دولة مثالية، لذلك إذا جاء أحدهم وادعى أنه بلد مثالي، فعليه حقًا إلقاء نظرة على نفسه".

وأضاف: "هل يبني آرائه وبياناته العامة على ما يقرأ؟ لأنها مشكلة عندما تبني رأيًا بأنك تتحدث بصوت عالٍ حول الأشياء التي قرأتها".

وواصل: "شخص لديه الكثير من التأثير مثل ساوثجيت، شخص لديه جمهور كبير يستمع إلى ما يقوله عليه أن يختار كلماته بعناية شديدة قبل الإدلاء ببيانات من هذا القبيل".

وأكمل: "هل ذهب إلى قطر؟ من كان هنا من إنجلترا؟، أتطلع إلى الترحيب به هنا، وأتطلع إلى لقائه في قرعة الجمعة".

وشدد: "يمكنه الاستماع إلى رأيي، وليس عليه تصديق ذلك، ولكن على الأقل يحتاج إلى الذهاب إلى هذا الحد، لفهم الآراء المختلفة والثقافات المختلفة".

وزار ساوثجيت قطر مرتين على الأقل في مهمات لتقصي الحقائق في كرة القدم منذ عام 2019، بينما زار نجوم إنجلترا جوردان هندرسون وترينت ألكسندر أرنولد وتيرون مينجز البلاد من قبل.

كما عمل بول نيفين في قطر لمدة خمس سنوات، لكن تصريحات ساوثجيت خلال الأيام القليلة الماضية أغضبت الخاطر.

قال ساوثجيت: "بعض الجوانب الدينية والثقافية سيكون من الصعب تغييرها ولكن هناك فرصة لاستخدام أصواتنا بطريقة إيجابية".

بينما اعترف هندرسون لاعب خط وسط ليفربول الإنجليزي بأنه شعر بالصدمة من الوضع في الدوحة عندما عرض الاتحاد الإنجليزي التفاصيل للاعبين الأسبوع الماضي.

قال: "عندما تلقينا إحاطة مناسبة، كان من المروع للغاية سماع بعض القضايا التي كانت تحدث هناك".

بينما أضاف ساوثجيت: "لقد وجدت قضايا حقوق الإنسان ساحقة للغاية، لكنني واضح تمامًا بشأن المجالات التي تثير القلق بشأن هذه البطولة، هناك مخاوف مستمرة بشأن حقوق العمال والظروف التي يعيشون فيها".

مواصلاً: "ثم هناك القضايا التي من المحتمل أن تهدد معجبينا عندما يسافرون، حقوق المرأة وحقوق مجتمع المثليين، للأسف، من خلال المناقشات التي أجريتها لا أعتقد أن بعض هذه المجتمعات ستذهب وهذا عار كبير".

وفي مقابلة مع قناة "سكاي سبورتس"، علّق الخاطر: "يجب أن يأتي إلى هنا، ويتحدث إلى العمال، وفهم ما يحصلون عليه من وجودهم هنا، هناك حالات متفرقة".

وأكد: "ومع ذلك، يمكنني أن أؤكد له، إذا تحدث إلى غالبية العمال، فسوف يخبرونك كيف يضعون أطفالهم في الجامعة، وكيف بنوا منازلهم لعائلاتهم، وهذه هي القصص التي لا يسمعها أحد".

وحول موضوع المثليين في إنجلترا، أضاف: "قطر هي الدولة الأكثر أمانًا في الشرق الأوسط، وثاني أكثر الدول أمانًا في العالم، يمكنني أن أؤكد للجماهير أن سبب عدم شعورهم بالأمان هنا يرجع إلى قلة الفهم".

وشدد: "يبني الناس مخاوفهم على أشياء لا يفهمونها وهذا عادة ما يسبب القلق لدى البشر، ما يمكنني قوله هو أن الناس سيشعرون بالأمان هنا، نحن بلد متواضع، لدينا ثقافتنا ونطلب منهم احترامها".

وأوضح: "سواء كنت زوجين مثليين، سواء كنت من جنسين مختلفين، لدينا نفس المعايير، لذلك كل ما نطلبه هو أن يكون الناس محترمين، مثل أننا نحترم عندما نسافر حول العالم ونلاحظ هذه الاختلافات الثقافية".

الخاطر يستهدف الاجتماع مع ساوثجيت في قرعة كأس العالم يوم الجمعة، مؤكدًا: "إنني أقدم له احترامي العميق، أنا أحترمه كمدرب وكإنسان".

وأتم: "ليس لدي أي مشاكل مع آراء الناس، ولكن عندما يكون لدى شخص ما رأي مختلف، فأنت تعطيهم وجهة نظرك في القصة، يمكننا أن نختلف، ولكن هذا جيد".