"لا يوجد أخطر من رجل عاد من الموت" .. هكذا أطلق الجميع على ما حدث في كان 2023 مع المنتخب المستضيف، كوت ديفوار.

المنتخب الإيفواري بعد الخسارة من نيجيريا ثم السقوط برباعية من غينيا الاستوائية، انتظر حتى نهاية الجولة الثالثة، لمعرفة مصيره الذي كان بنسبة أكبر من 90% خارج البطولة.

طالع أيضًا.. بي بي سي تختار نجم الأهلي للانتقال إلى كبار أوروبا بعد أدائه في أمم أفريقيا

لذلك قرر الاتحاد الإيفواري إقالة لويس جاسيتيه المدير الفني الفرنسي، وتعيين بدلًا منه مساعده، إيمرسي فاي، في حالة تأهل الأفيال لدور الـ16.

هدف حكيم زياش في مرمى منتخب زامبيا، أعلن استكمال كوت ديفوار للبطولة، وأعاد الأفيال من الموت، ليقود إيمرسي فاي منتخبًا من الإنهيار إلى الابهار.

تأهل منتخب كوت ديفوار إلى دور الـ16 ليجد نفسه أمام السنغال حامل اللقب، ولكن ركلات الترجيح ابتست لأصحاب الأرض بعدما عادوا في النتيجة رغم التأخر بهدف في الدقائق الأولى، بفضل تغييرات المدرب المؤقت إيمرسي فاي.

في دور الثمانية، كان منتخب كوت ديفوار متأخرًا في النتيجة أمام مالي، ورغم اللعب بـ 10 لاعبين من الدقيقة 43، تعادلوا قبل نهاية الشوط الثاني عن طريق البديل أدينجرا، ليجن جنون الأفيال في الدقيقة 123 وأثناء استعداد الجميع للدخول إلى ركلات الترجيح، بهدف عمر دياكيتيه.

الآن منتخب كوت ديفوار في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2023، البطولة التي كان يستعد فيها لاعبو الأفيال لحزم الحقائب والعودة إلى أنديتهم في أوروبا والبلدان المختلفة.

أصبح المنتخب الإيفواري على بعد فوز أمام الكونغو الديمقراطية للعب النهائي الذي لم يكن يتوقع الوصول له بعد الانهيار أمام نيجيريا وغينيا الاستوائية، لكنه الآن في مرحلة الإبهار، بعدما استغل الفرص، ولعب الحظ دورًا كبيرًا، مع أثر الفراشة بهدف حكيم زياش.

هل تتكرر تجربة الدنمارك في يورو 1992؟

ما يحدث مع كوت ديفوار حاليًا، يُعيد إلى الأذهان ما حدث في 1992، عندما فشل منتخب الدنمارك في الصعود لبطولة اليورو، في مجموعة ضمت يوغوسلافيا والنمسا وجزر الفارو وأيرلندا الشمالية، وحلت ثانية لتفشل في التأهل.

وعندما كان لاعبو المنتخب الدنماركي على شواطئ كوبنهاجن يستمتعون بشمس الصيف هناك استغلال للإجازة، جاء لهم خبر بمنع يوغوسلافيا من المشاركة في البطولة بسبب الحرب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد حينذاك، وسيحلون محلها للمشاركة في البطولة.

وقعت الدنمارك في مجموعة السويد صاحبة الأرض، وإنجلترا وفرنسا، لتتأهل مع السويد وتقصي الإنجليز والفرنسيين في مفاجاة كبيرة لزملاء الحارس بيتر شمايكل.

البطولة حينها كانت تلعب من مجموعتين، وأول فريقين في كل مجموعة يتأهلان إلى نصف النهائي، وعندما تأهل المنتخب الدنماركي واجه هولندا.

رغم التقدم في النتيجة عن طريق هنريك لارسن مرتين، تعادل منتخب هولندا من خلال ثنائية دينيس بيركامب وفرانك ريكارد، لتذهب المباراة لركلات الترجيح بعد نهاية وقتها الأصلي والإضافي.         

ملعب يوليفي في مدينة جوسينبيرج السويدية، شهد التاريخ يُكتب بأقدام الدنمارك في نهائي البطولة المعجزة، بثنائية فاكس ينسن وكيم فيلفورت، ويرفع بيتر شمايكل لقب البطولة الوحيدة في تاريخ أمراء كوبنهاجن، ليتوّج بطل أوروبا بصدفة لا تحدث في العمر إلا مرة واحدة.

ربما يحدث الأمر ذاته مع كوت ديفوار بعد ما حدث والظروف التي خدمت الأفيال، واستغلها أصحاب الأرض حتى الآن أفضل استغلال بتواجدهم في نصف النهائي، وإقصاء حامل اللقب.