روى إيميرسي فاي، المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار، كواليس الفوز التاريخي بكأس أمم إفريقيا 2023، مُشيرًا إلى أن خروج منتخب مصر من البطولة لم يكن مُفاجأة.

وقال إيميرسي فاي في حوار لبرنامج "رقم 10"، على القناة "الأولى" المصرية: "لطف من الشعب المصري التعاطف معنا، هذا أمر ليس غريبًا على مصر، أمر يسعدني كثيرًا أن المصريين كانوا يدعموننا، وبما أن مصر هي آخر فريق فاز بكأس أمم إفريقيا على أرضها، فنحن خليفتها بهذا الانتصار".

وتابع: "كنا في دور المجموعات نُعاني من صعوبات كثيرة، وتلقينا خسارة مُذلة أمام غينيا الإستوائية، كان الأمر مُعقدًا جدًا، والمغرب أهدت لنا هدية لم نكن نتوقعها بعد الفوز على زامبيا، أعطونا قُبلة الحياة وسمحوا لنا بالعودة للبطولة ونشكرهم".

وأضاف: "رئيس الاتحاد الإيفواري أبلغني برحيل المدير الفني وسألني إذا ما كنت جاهزًا لاستكمال المسابقة كمدير فني، قلت له نعم مُستعد وجاهز، وتأهلنا للدور الثاني وفزنا بالبطولة والآن تم تجديد التعاقد معي لقيادة المنتخب في المرحلة المُقبلة".

وواصل: "أول كلمة قلتها للاعبين أننا عبرنا ثمن النهائي من الباب الصغير، وأن الله منحنا فرصة ثانية علينا أن نتمسك بها، ولا يجب أن نخسر تلك الفرصة لأن لن يُسامحنا أحد، وعلينا تحسين صورتنا أمام الشعب، وكنت أحاول دائمًا بث الروح الإيجابية وأنقل لهم ما يقوله الجمهور".

وأردف: "الفوز باللقب هدية منحها الله لي، لم أحظ بفرصة الفوز بالبطولة كلاعب، وفزت بها وأنا مدرب، وتزيد من جمالها أنها أقيمت في بلدنا، ومرة أخرى لا يُمكن أن أنسى أن فوز المغرب على زامبيا شعرت وقتها أنه بإمكاننا العودة للبطولة ومواصلة المشوار حتى النهائي".

طالع أيضًا | تقارير: تحديد موعد مبدئي لانطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب

واستكمل: "مباراة مالي كانت الأصعب على الاطلاق، لأن في أول 30 دقيقة كنا نُعاني من مشاكل دفاعية واحتسبت ضدنا ركلة جزاء، وطُرد لاعب من الفريق، وكانت مباراة أكثر تعقيدًا، وطلبت من اللاعبين أن يلعبوا كوحدة واحدة، لا أنسى مباراة مالي، لقد فزنا بهدفين ونحن 10 لاعبين".

واستمر: "كانت بطولة قوية جدًا وشاهدنا الكثير من الأهداف الجميلة، ووضعت الفرق الكبيرة في مواقف صعبة، وهذا سر جمال البطولة، كان من الرائع أن نرى الفرق الصغيرة تشهد تطورًا كبيرًا، الآن يُمكننا أن نقول إنه لم يعد لدينا فريق صغير في إفريقيا".

تتويج كوت ديفوار بكأس أمم إفريقيا 2023

واستطرد: "لا توجد مفاجأة في أمم إفريقيا 2023 أكبر من خسارة كوت ديفوار أمام غينيا الإستوائية برباعية نظيفة، هذه هي المفاجأة الكبرى بغض النظر عن خروج المنتخبات الكبرى، المفاجأة الثانية هي فوز موريتانيا على الجزائر".

وأشار: "نحن نترقب دائمًا مواجهة مصر، وكنا نتوقع أن نواجه الكثير من الفرق الكبيرة على رأسها مصر، وعندما تستهدف الفوز بالكأس فعليك أن تفوز على كل المنتخبات الكبيرة، وللأسف لم نواجه مصر بعد خروجها على يد الكونغو الديمقراطية، رغم أننا قبل البطولة توقعنا مُقابلتهم".

وتابع: "خروج مصر ليس سوء حظ، علينا أن نعترف أن الكونغو الديمقراطية منتخب جيد وكان مُستعدًا بشكل أكبر من المنتخب المصري، وفي نهاية المطاف انتهت المباراة بركلات الترجيح التي ليس لها مقياس، ولا نغفل أن مصر بدأت البطولة بشكل سيئ ومفتقدين للتركيز، وافتقدوا تماسكهم المعتاد الذي رأيناه في البطولات السابقة، وضعوا أنفسهم في موقف صعب وكانت الشكوك تحوم حولهم، وسوء الحظ هو خسارتهم لـ محمد صلاح مُبكرًا وهو بالتأكيد لاعب مؤثر وغيابه يؤثر على الفريق ككل".

وشدد: "ديديه دروجبا مثل كل الإيفواريين، كان متحمسًا جدًا، هو واحد من هذا الشعب وكان يُساندنا بشكل خاص، وأشكره وأشكر كل من ساندنا على الخروج من المواقف الصعبة في هذه البطولة".

واسترسل: "هالر انتصر على المرض، وكان له من العزيمة التي مكنته من العودة، لم يكن جاهزًا 100% ولكنه بالعمل والاجتهاد عاد للفريق وأصر على التواجد، وكان يُنفذ برنامجًا مُكثفًا لكي يكون جاهزًا عندما نحتاجه، بالعزيمة لحق بنا وكان دائمًا يقول إنه يشعر بأنه سيسجل هدف الفوز في النهائي، قصته مع المرض وقصة كوت ديفوار في هذه البطولة ستحكيها الأجيال في السنوات القادمة".

وبسؤاله عن رأيه في تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا لمنتخب مصر، قال: "الأمر يكون سهلًا عندما يتم تعيين مدرب وطني لأنه يعرف جميع اللاعبين عن قرب، ويعرف طبيعة الشعب، وللمنتخبات الإفريقية بشكل عام إذا أرادت أن تُحقق شيئًا في كأس الأمم عليها أن تتعاقد مع مدرب وطني، لأنه يعلم العادات والتقاليد وثقافة اللاعبين ويستطيع أن يتعامل معهم نفسيًا بشكل أفضل من الأجنبي".

وأردف: "المغرب هو المثال الرائع لمنتخبات إفريقيا في كأس العالم، وأصبح نصف النهائي هو هدف المنتخبات الإفريقية، ولما لا نذهب أبعد من ذلك ويفوز منتخب إفريقي بكأس العالم".

وبسؤاله، هل في المستقبل ترحب بالتدريب في مصر؟، قال: "كرة القدم المصرية مُثيرة ومُغرية لكثير من المدربين للعمل بها، لكن بالنسبة لي أريد أن أخذ الأمور خطوة بخطوة، أنا الآن فائز بكأس أمم إفريقيا ولدينا مهمة صعبة في تصفيات كأس العالم، ونريد التأهل للمونديال، وكل ما يشغلني اليوم هو أنني مدربًا للأفيال وأود أن أركز مع أهدافي الحالية، في بعض الأحيان أتابع الفرق المصرية في البطولات الإفريقية، وأتابع ما حققه الأهلي في السنوات الماضية، وربما في المستقبل أن أدرب في مصر".

واختتم: "جميع الفرق عانت من الطقس من ضمنها كوت ديفوار، لأن كل اللاعبين يلعبون في أوروبا، ولي نتغلب على هذا الأمر كنا نُدرب اللاعبين في طقس حار لمدة 3 أشهر قبل البطولة".