يبدو أن إصابة عبدالله السعيد، صانع ألعاب الأهلي والمنتخب الوطني، دقت ناقوس خطر جديد في المراكز التي يوجد بها أزمات في مصر، بالرغم من توافر العديد من البدائل المميزة، إلا أنها لم تبل البلاء الحسن وخبراتها هشة بالنسبة للاعب المارد الأحمر، ولا تؤهلها لرمي المسؤولية على عاتقها .

أصيب السعيد بتمزق في العضلة الخلفية خلال مواجهة الأهلي والنجم الساحلي الماضية، على ملعب سوسة، في دور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا، والتي نال فيها الأحمر هزيمته بثنائية مقابل هدف، في ليلة لم تكن سعيدة على أنصار نادي القرن الإفريقي، بعد تعدد الخسائر التي حدثت من حيث تذبذب الأمل في الصعود للنهائي، وإصابة السعيد وزميله هشام محمد .

الحزن يصيب الجماهير المصرية

الأمر المحزن للجماهير المصرية في إصابة السعيد، أنها جاءت قبل موقعة الكونغو المرتقبة، المقرر إقامتها الأحد المقبل، ومن الوارد أن يظل هذا اليوم محفورًا في تاريخ الكرة المصرية وذاكرة كل مواطن محب للعبة وعاشق لبلده، إذا نجحنا في الصعود إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، بعد غياب دام 28 عامًا، ولكن صدمة الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفراعنة وجهازه المعاون بإصابة السعيد كانت واضحة، ولن نبالغ إذا زعمنا بأنها كانت صدمة قوية لكل مصري، حتى إذا كان غير منتمي لكيان الأهلي .

السعيد يلعب أساسيًا مع المنتخب المصري منذ عهد الأمريكي بوب برادلي، بداية من 2012، وظل عنصرًا هامًا في تشكيل الفراعنة منذ ذلك الحين، مرورًا بتولي شوقي غريب الإدارة الفنية وحتى حقبة كوبر، ولذلك أصبح غيابه عن الفراعنة أمرًا مزعجًا لكل مصري أهلاوي أو أيًا كان انتماءه، خاصة قبل مواجهة الكونغو شبه الحاسمة، لأن تعثر أوغندا أمام غانا السبت، المقبل، وفوزنا على الكونغو يؤهلنا مباشرة للمونديال .

تمويه "كوبر" وبدائل السعيد المطروحة

ظهر كوبر في المؤتمر الصحفي لمباراة الكونغو، وأعلن استبعاد السعيد من معسكر المنتخب، أمس الثلاثاء، وطمأن الجماهير بأن بديل اللاعب متواجد ولا داعي للقلق، بالإضافة إلي وجود العديد من الحلول لتعويض غياب صانع ألعاب الأهلي، رغم أن وجهه كان غير مطمئن لكثير من النقاد الرياضيين، الذين انهالوا عليه بالنصائح ليلة أمس، مؤكدين أن صالح جمعة، زميل السعيد، هو البديل الأنسب، وربما تكون هذه المواجهة المرتقبة تاريخية لمصر وله .

طرح المحللون الرياضيون بعض الاقتراحات على الثعلب الأرجنتيني، لتعويض غياب السعيد، من حيث بدائل صريحة له مثل رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الإنجليزي، أو مصطفى فتحي صانع ألعاب التعاون السعودي، بالإضافة إلى إمكانية تغيير خطة اللعب من أساسها، بالدفع برأسي حربة عمرو جمال من بيدفيست الجنوب إفريقي وأحمد حسن كوكا مهاجم براغا البرتغالي، ومن خلفهما صانعا لعب محمد صلاح من ليفربول الإنجليزي ومحمود حسن تريزيجيه، لاعب قاسم باشا التركي .

تجدد الأمل وحاجة الأرجنتيني لخدمات لاعب الأهلي

وأخيرًا، أعلن إيهاب لهيطة مدير المنتخب الوطني، أمس، عن عودة السعيد لمعسكر المنتخب من أجل إجراء فحص طبي أخير يحدد إمكانية لحاقة بالمباراة من عدمه، وبعث ذلك الأمر أملًا جديدًا للجماهير المصرية التي ينتابها القلق منذ سماع خبر إصابة اللاعب، وعدم الاطمئنان لصالح جمعة، الذي لا يتواجد بشكل أساسي في تشكيل فريقه، ولكن إذا أردنا أن نعي شيئًا من ذلك الإعلان، فلابد أن ندرك الحاجة الضرورية لكوبر وجهازه لخدمات السعيد، وعدم إقتناعهم بأي بدائل متاحة.