مُني النادي الاهلي بهزيمة قاسية من صن داونز الجنوب افريقي بخماسية نظيفة في ذهاب ربع نهائي دوري ابطال افريقيا هي الاكبر في تاريخ هزائم الاندية المصرية في البطولة منذ إنشائها وبات يحتاج إلى الفوز بفارق أكثر من 5 اهداف في مباراة الاياب المقرر لها السبت القادم لضمان التاهل إلى نصف نهائي البطولة التي خسرها في المباراة النهائية لعامين على التوالي.

جماهير الاهلي انقسمت إلى قسمين، الاول يرى ان العودة في النتيجة مستحيلة امام هذا الفريق الذي تفوق كلياً وتفنن في اهانة فريقه واضاع فوزاً أكبر بسبب رعونة لاعبيه امام المرمى.

قسم ثاني بدأ يستفيق من الصدمة واسترجع ذكريات ريمونتادا برشلونة امام باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا موسم 2016/2017 والتي وصفت قبلها بالمستحيلة قائلين لما لا؟!

برشلونة هُزم في باريس برباعية نظيفة بأداء مخزي واستسلام غير معهود لفريق يمتلك ميسي ونيمار وانيستا وسواريز وهو أمر مشابه لما شعرت به جماهير الاهلي من فرط ضعف فريقها واستسلامه امام صن داونز في المباراة الكارثية.

دعونا نتحدث لهؤلاء الذين يمنون انفسهم بريمونتادا امام صن داونز يوم السبت القادم، على غرار تلك التي فعلها برشلونة امام باريس ونشرح لهم ماذا فعل لويس إنريكي قبل واثناء المباراة لتحقيق تلك المعجزة في النقاط التالية:

الاعتراف بالفشل

لم يحاول الرجل تقديم مبررات واهية للهزيمة او القاء المسئولية على لاعبيه، بل اعلن تحمله المسئولية كاملة واعترف بفشل فريقه من كل النواحي حيث قال: "أتحمل مسئولية الهزيمة، لقد كانت مباراة كارثية، انهم كانوا افضل منا بكثير مع الكرة وبدونها".

واضاف: "لم نستطع تحمل الضغط الذي فرضوه علينا، حاولنا تغيير طريقة اللعب في الشوط الثاني لكن ماكان لشئ ان يفلح هذه الليلة، لقد دافعوا بشكل جيد وهاجموا بشكل افضل وصنعوا فرصاً أكثر".

لاسارتي مدرب الاهلي هو الاخر لم يضع مبررات للهزيمة واعتذر لجماهير الاهلي واعداً اياهم بالعمل على تحسين تلك الصورة المحرجة التي ظهروا بها في المباراة.

التضحية بنفسه

بعد الهزيمة باسبوعين أعلن إنريكي رحيله عن برشلونة نهاية الموسم مؤكداّ التزامه الكامل بواجباته كمدرب تجاه الفريق وانه سيفعل كل ما في وسعه لتحقيق المستحيل في مباراة العودة امام باريس سان جيرمان.

صحيفة ماركا قالت اّنذاك ان انريكي ضحى بنفسه وقد يكون هذا القرار حافز أكبر لدى اللاعبين لتحسين صورة الرجل قبل رحيله وإخراجه من الباب الكبير وقد كان.

تغيير طريقة اللعب

بعد الهزيمة على الفور، بدأ انريكي في دراسة الاسباب الفنية لتلك الكارثة والتفكير في تغيير طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 3-4-3 لمحاصرة باريس سان جيرمان في منتصف ملعبه والاعتماد على الضغط على حامل الكرة مع سحب ميسي لخارج منطقة الجزاء وهو ما أخرج ماتودي وفيراتي عملياً من المباراة حيث كانت مهمتهما مراقبة الارجنتيني كظله.

ميسي كان اسوأ لاعبي برشلونة في تلك المباراة نظرياً لكن دوره عملياً كان محورياً في افراغ مساحات لانيستا وراكيتيتش للتوغل في منطقة جزاء باريس سان جيرمان ومساعدة نيمار وسواريز على التسجيل.

ليس مهماً تحليل خطط إنريكي في تلك المباراة، لكن الاهم هو ما فعله الرجل لتدريب لاعبيه على تلك الخطة حيث جربها في 3 مباريات بالدوري قبل مباراة الاياب امام ليجانيس واتلتيكو مدريد وسبورتينج خيخون وفاز في المباريات الثلاث.

الاهلي من المقرر ان يلعب مباراة امام مصر المقاصة في الدوري يوم الاربعاء القادم ومن المحتمل ان يطلب مجلس إدارته تأجيل تلك المباراة من أجل مباراة العودة امام صن داونز، لكن في اعتقادي انه يجب على لاساراتي الاصرار على لعب تلك المباراة والفوز بها باي شكل لتحفيز اللاعبين قبل مباراة السبت وربما تجربة خطته التي سيعدها لتلك المعركة.

هدف مبكر

التعليمات كانت واضحة، نحتاج إلى 5 أهداف في تلك المباراة للتأهل – قبل ان يسجل باريس هدفه الوحيد في الكامب نو – ما يعني الضغط من اللحظة الاولى في المباراة لتسجيل هدف مبكر يربك حسابات الخصم ويضع ضغطاً على لاعبو باريس سان جيرمان وهو ماحدث بالفعل عندما سجل لويس سواريز الهدف الاول في الدقيقة الثالثة.

لا شك ان لاسارتي ستكون تعليماته واضحة بالضغط على لاعبو صن داونز في نصف ملعبهم لارباكهم واستغلال دعم الجماهير لتسجيل هدف مبكر.

استغلال دعم الجماهير

جماهير برشلونة قدمت للعالم أجمع ملحمة في كيفية دعم فريقها في أحلك الظروف عندما وقفت على ارجلها من بداية المباراة حتى نهايتها تهتف تشجيعاً للاعبيها والقاء الرعب في قلوب لاعبو الخصم وهو ما أدى في النهاية إلى انهيار لاعبو باريس سان جيرمان وعدم قدرتهم على تحمل الضغط.

جماهير الاهلي في تلك المباراة سيكون لهم دوراً كبيراً لا يقل عن دور الجهاز الفني او اللاعبين ومن المتوقع ان يطلب مجلس إدارة الاهلي بالتنسيق مع اتحاد الكرة والاجهزة الامنية لعب المباراة على برج العرب مع زيادة عدد الجماهير.