لا يعيش نادي ليفربول، حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، أفضل أيامه، مع بداية العام الجديد 2021، وذلك بعد تلقيه الخسارة الرابعة في مسابقة البريميرليج هذا الموسم.

ليفربول في الموسم الجاري تعثر في 11 مباراة، وهو رقم كبير لنادٍ يريد الحفاظ على لقب البريميرليج للموسم الثاني تواليًا وكذلك في بطولة قوية مثل الدوري الإنجليزي، ربما تكون بحاجة لنقطة واحدة فقط أو ربما تحسم اللقب بفارق الأهداف.

"هزائم مفاجأة.. وانتهاء سلسلة اللا هزيمة"

ليفربول

ليفربول افتتح 2021، بأسوأ طريقة ممُكنة وذلك بعد الخسارة أمام ساوثهامبتون بهدف نظيف خارج قواعده، في مباراة كانت سيئة للريدز على المستويين الدفاعي والهجومي، تلقى أليسون بيكر، هدفًا بعد مُضى دقيقتين فقط، عبر لاعب الفريق السابق، داني إنجز.

شاهد هدف فوز ساوثهامبتون علي ليفربول

ليفربول تأخر في النتيجة مُنذ الدقيقة الثانية، يعني أنّ فرصة العودة في المباراة لا تزال قائمة، مع تبقي ما يُقارب من 90 دقيقة، ورغم استحواذ الريدز على مجريات المباراة، حيث وصلت نسبة الاستحواذ لـ76%.

ولكن استحواذ رجال المدرب الألماني، يورجن كلوب، كان سلبيًا دون أي خطورة على المرمى، 17 تسديدة ولكن جميعها خارج المرمى، وواحدة فقط على المرمى، في حين أنّ فريق القديسين لم يذهب سوى بثلاث هجمات وسجّل واحدة بالفعل.

وبعد ذلك تعثر في ميدانه على "آنفيلد"، بالوقوع في فخ التعادل السلبي أمام مانشستر يونايتد، في قمة الجولة التاسعة العشر.

يُمكننا القول إنّ مانشستر يونايتد أهدر في تلك المباراة، فرصة تحقيق الفوز على ليفربول، والابتعاد أكثر في صدارة البريميرليج، حيث رغم سيطرة الريدز على المباراة رقميًا ولكن استحواذ حمُر الميرسيسايد مرة أخرى كان سلبيًا.

ليفربول في تلك المباراة، لم يكن له إلا 3 تسديدات فقط خطيرة على المرمى، فيرمينو وماني لم يكن في يومهما، ومحمد صلاح بالكاد كان يمر من لوك شاو، الذي كالعادة يظهر بأفضل مستوى ممكن ضد مُحترفنا المصري.

وعلى الجانب الآخر مُهاجمي مانشستر يونايتد كان لديهم رعونة كبيرة أمام المرمى، سواء ماركوس راشفورد أو أنتونني مارسيال وكذلك المُخضرم إدينسون كافاني، جميعهم سنحت لهم فرصًا لهز الشباك، ولكن اللمسة الأخيرة أمام المرمى لم تكن جيدة، لتستمر سلسلة الريدز دون خسارة في آنفيلد.

من مباراة مانشستر يونايتد وليفربول

ولم يمض إلا بضعة أيام، ثم استضاف بيرنلي في ميدانه، كلوب ولاعبوه تداركوا خطورة الموقف، ليفربول دخل المباراة وهو يريد فقط تحقيق الفوز والحصول على النقاط الثلاث، من أجل العودة إلى المسار الصحيح.

سيطرة هجومية مُطلقة لـ ليفربول في المباراة، الاستحواذ في الشوط الأول وصل لـ66% وفي الثاني لـ76% بخطورة حقيقية على المرمى، ضغط قوي من لاعبو الريدز، وتسديدات كذلك قوية، ولكن كل ذلك قابله دفاع صلب، ليس مُدافعين فقط، بل حارس المرمى أيضًا، نيك بوب، حائط قوي للغاية وكل شيء يُشير إلى أنّ التعادل الثاني تواليًا ينتظر ليفربول.

المباراة تقترب على النهاية، ليفربول يأمل في خطف هدف الفوز، وبيرنلي يحلم بقيادة مدربه شون ديتش، بالخروج على نقطة على الأقل، بعد الأداء الدفاعي الرائع، ولكن أليسون يُسرع في الخروج من مرماه بالوقت القاتل، ويحتسب الحكم ركلة جزاء، انبرى لها أشلي بارنز سددها بنجاح في مرمى البرازيلي، ليسقط ليفربول في "آنفيلد" بهدف نظيف.

انتصار بيرنلي التاريخي، لم يُساعد الفريق فقط في الابتعاد عن مراكز الهبوط، ولكن أوقف سلسلة اللا هزيمة لـ ليفربول على أنفيلد بالدوري الإنجليزي، رقم ظل عصي على جميع المُنافسين لمدة ثلاث سنوات و273 يومًا مُنذ أبريل 2017، بعد تلك الخسارة أمام كريستال بالاس بهدفين لهدف.

توقف السلسلة عند 69 مباراة، جعل تشيلسي يحتفظ بأطول سلسلة لا هزيمة لفريق على ملعبه في الدوري الممتاز بمختلف مسمياته، - لم يخسر في 86 مباراة متتالية - على ستامفورد بريدج.

شاهد هدف فوز بيرنلي علي ليفربول

"الإقصاء من ثاني مسابقات الموسم"

ليفربول بعد الهزيمة من بيرنلي، ذهب إلى مسرح الأحلام "أولد ترافورد"، لملاقاة مانشستر يونايتد مرة أخرى، ولكن هذه المرة في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي، فريق يورجن كلوب، لم يكن سيئًا، صلاح سجّل هدفين، لكن الأمر لم يكن كافيًا ليكتب انتصارًا للريدز، الذي هزُم بنتيجة 3-2 وودع كأس إنجلترا.

ولكن الكأس ليست مُسابقة هامة لـ كلوب، الرجل الذي لم يهتم بأي مسابقة من المسابقات الإقصائية، سواء كأس إنجلترا أو كأس الرابطة على مدار سنواته الماضية في ميرسيسايد، الكأس الثانية في إنجلترا والتي ودعها بالاعتماد على الشباب ضد آرسنال، الذي تأهل بركلات الترجيح.

"العودة إلى المسار الصحيح.. (مؤقتًا)"

ليفربول عاد إلى مباريات البريميرليج مرة أخرى، ليحل ضيفًا على توتنهام هوتسبير، في قمة الجولة العشرون من البريميرليج.

ليفربول دخل المباراة بأسوأ سيناريو ممكن، هدف من هيونج مين سون، في الدقيقة الرابعة بأسيست رائع من هاري كين، ولكن مهلًا، تقنية الفيديو تتدخل ويتم إلغاء الهدف، ليتنفس كلوب الصعداء.

الهدف المُبكر كان بمثابة "جرس إنذار" لـ لاعبي ليفربول، الريدز أصبحوا أفضل عقب ذلك، سيطرة هجومية مُطلقة، سبع تسديدات أربعة بينها بين الخشبات الثلاث، وواحدة سكنت شباك هوجو لوريس بالفعل بأقدام روبرتو فيرمينو من المتألق ساديو ماني.

توتنهام وليفربول

ليفربول دخل الشوط الثاني ضاغطًا من أجل إحراز هدف ثانٍ وحسم المباراة للحصول على النقاط الثلاث، وتحقق مُبتغاه بالفعل بالدقيقة 47 بهدف رائع عبر ترينت ألكسندر أرنولد، ثم دقيقتين وتستقبل شباك الريدز هدفًا من توتنهام بتسديدة صاروخية من هويبيرج.

ليفربول لم يتأخر كثيرًا في الرد، محمد صلاح جاء في الدقيقة 58، وسجّل الهدف الثالث، ولكن تقنية الفيديو تدخلت وألغت هدف نجمنا المصري، ثم في الدقيقة 65، يُسجل ساديو ماني الهدف الثالث، ليؤكد فوز الريدز.

ليفربول كان الأفضل، والأخطر ونجح في إحراز 4 أهداف، من 7 تسديدات على المرمى، الفريق بدا جيدًا حقًا، البعض قالوا أنّ حامل اللقب جيد لأن توتنهام كان أسوأ إذ تأثر بإصابة هاري كين القوية؛ وآخرون رأوا أنّ ليفربول عاد.

شاهد اهداف مباراة ليفربول وتوتنهام

في الواقع هذا ما صرح به بالفعل ألكسندر أرنولد عقب المباراة حيث قال: "عُدنا الفريق الذي لا يريد مواجهته أحد".

يبدو أنّ لاعبي ليفربول اكتسبوا ثقة كبيرة بالفعل، وهو ما ظهر في مباراة وست هام يونايتد، الريدز يلعب مباراة أخرى خارج قواعده على ملعب "لندن الأولمبي"، وفاز بثلاثة أهداف مقابل هدف.

ليفربول أمام وست هام لم يكن قويًا كما كان ضد توتنهام، ولم يكن سيئًا، حيث نجح صلاح في إحراز هدفين، مرة أخرى هُناك انقسام في الآراء حول أداء الريدز، هُناك من يرى أنّ هذا الانتصار تحقق لأن وست هام لم يكن جيدًا تمامًا.

هذا ما ألمح له، الهولندي، جورجينيو فينالدوم عقب المباراة، صاحب الهدف الثالث في وست هام، لم يسر على نهج أرنولد وروبرتسون، حيث تحدث بواقعية؛ وقال: "لا أريد أن أقول إننا عدنا، لأنني أعتقد أنه يتعين علينا أنّ نظهر هذا المستوى في كل مباراة، علينا الاستمرارية ومواصلة تحقيق النتائج الإيجابية".

"فينالدوم مُحق.. وخسارة تاريخية جديدة"

ليفربول عاد إلى آنفيلد من جديد، الأربعاء الماضي، ليستضيف برايتون، الذي فاز قبل السفر إلى ميرسيسايد على توتنهام هوتسبير بهدف نظيف.

ليفربول أمام برايتون، سقط بهدف نظيف، وفي تلك المباراة، استحق الربدز الخسارة تمامًا، رغم الاستحواذ كالعادة على الكرة بنسبة وصلت لـ63% لكن لم يسدد سوى مرة واحدة على المرمى، في مباراة كان فيها صلاح وفيرمينو كالأشباح وبغياب ماني المُصاب.

شاهد هدف فوز برايتون على ليفربول

على العكس في الجانب الآخر، رجال جراهام بوتر، ظهروا بطريقة رائعة، رغم ترك الكرة لـ ليفربول، ولكن برايتون شكل خطورة هجومية على مرمى الحارس كويمين، إذ سدد على المرمى في 5 مُناسبات، ونجح ستيفن ألزاتي في هز شباك الريدز مع بداية الشوط الثاني في الدقيقة 56.

ما يقرب من شوط ثاني كامل، لم يتمكن فيه ليفربول من العودة، ليكتب هزيمة ثانية تواليًا لـ ليفربول في "آنفيلد"، للمرة الأولى مُنذ 9 سنوات حين حدث ذلك في 2012.

ليفربول كذلك لم يكن لديه سوى محاولة واحدة فقط على المرمى، وهو الأقل على أرضه في الدوري الإنجليزي، مُنذ أبريل 2017، عندما هُزم أمام كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف.

وفشل ليفربول كذلك في التسجيل في ثلاث مُباريات متتالية (على أرضه)، في الدوري الإنجليزي لأول مرة مُنذ عام 1984، حيث لم يتمكن الفريق من هز الشباك خلال 348 دقيقة، لتكون المباراة الثالثة التي يتعثر فيها الريدز على "آنفيلد"، خسارتين وتعادل ويبدو أنّ رجال كلوب في طريقهم لـ سلسلة لا فوز في ما يعرف بالحصن المنيع.

ليفربول وبرايتون