أجرى نادي آرسنال حوارًا مطولًا مع المحترف المصري، محمد النني، الذي وصفه بـ"اللاعب الذي يربطنا بالماضي"، لكونه الوحيد المتبقي في صفوف الفريق الحالي، ممن تعاقد معهم المدرب آسرين فينجر، وواحد من اثنين فقط، إلى جانب ريس نيلسون، الذين لعبوا تحت قيادة المدرب الذي قاد فريق لا يقهر قبل 20 عامًا.

ورغم ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة من الوقت بداعِ الإصابات، وعدم مشاركته بشكل كبير في المباريات، إلا إنه لم "يشتكِ أبدًا"، على حد وصف آرسنال عبر الموقع الرسمي.

وقال محمد النني في حواره: "الروح، إنها كلمة مهمة حقًا بالنسبة لي، الروح هي الجوع الذي لديك، والعمل الذي تقوم به، وكل شيء يتعلق بعملك وكيف تقدم كل شيء للفريق، رؤية ما يحتاجه الفريق منك والقدرة على القيام بذلك كله يأتي من روح الفريق".

وأضاف: "كما أن التضحيات التي يتعين عليك القيام بها كلاعب كرة قدم تتعلق بروح الفريق، ولهذا السبب نحن هنا، لجعل كل شيء يعمل معًا كفريق واحد".

وعن تعاقد آرسين فينجر معه، لصالح آرسنال، قادمًا من بازل في يناير 2015، قال النني: "قد جعلني الجميع أشعر بالترحيب، ولكن كان هناك شخصان على وجه الخصوص بذلوا قصارى جهدهما ليجعلوني أشعر وكأنني في بيتي، الأول كان آرسين فينجر، يوم وصولي إلى ملعب التدريب، والثاني ميكيل أرتيتا".

وأردف: "لقد كان (أرتيتا) لاعبًا آنذاك، كان القائد، بمجرد دخولي إلى الملعب كان يتحدث معي، وبعد ذلك، كنا نذهب لتناول طعام الغداء، وفي غرفة تبديل الملابس كان يتحدث معي، طوال الأيام القليلة الأولى لي هنا، ما فعله ميكيل أيضًا هو التحدث مع وكيل أعمالي".

وأوضح: "جاء وكيل أعمالي إلى ساحة التدريب لرؤيتي لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد مجيئي إلى آرسنال، وكان ميكيل يتحدث معه دائمًا، أخبرني وكيلي أن أرتيتا كان يقول عني إنني لاعب جيد حقًا، كان يعلم أن وكيلي سيخبرني بذلك، هذا جعلني سعيدًا، أعتقد أن أشياء كهذه، والتي تبدو وكأنها جزء من الحمض النووي لآرسنال، أمر لا يصدق".

وعن بداياته المحلية، قال النني: "لقد لعبت مع الأهلي، أعتقد أنه أكبر ناد في أفريقيا، لقد انضممت إليه عندما كنت في السادسة من عمري، لقد كانت القاهرة تبعد ساعتين عن مدينتي لذا كان علينا السفر إلى هناك لفترة طويلة، لكن الأمر كان جيدًا حقًا، أحببته، كنت أحب كرة القدم دائمًا، كنت أحب لعبها دائمًا، لقد كنت القائد وكنت ألعب في مركز قلب الدفاع، وبعد ذلك غيرت مركزي إلى خط الوسط".

بعد انضمامه للأهلي في عام 1997، انتقل النني إلى أكاديمية نادي المقاولون، وشارك لأول مرة مع الفريق في عام 2010. وبعد ثلاث سنوات انتقل إلى بازل.

واستمر: "أعتقد أن الشيء الرئيسي بالنسبة للإنسان هو أن يحاول التعلم من كل ما يحيط به، من الجيد التعرف على الثقافات الأخرى، وتعلم اللغات الأخرى، ومعرفة كيف يفكر الآخرون، لأن كل بلد مختلف عن الآخر، حتى منذ قدومي إلى إنجلترا، تعلمت بعض اللغة الإسبانية من أرتيتا والمدربين، وكذلك بعض البرتغالية من اللاعبين البرازيليين، من المهم أن نتعلم الأشياء من أشخاص وثقافات مختلفة".

وأكد: "هذا التنوع أمر جيد حقًا، لكن علينا أيضًا أن ندمجه معًا، إذا بقيت في مساحتي الخاصة، مع لغتي الخاصة وثقافتي وتفكيري الخاص، فلن يكون ذلك جيدًا بالنسبة لي أو لزملائي في الفريق، لأن الجميع يفكرون بشكل مختلف، من الجيد أن نكون مختلفين والجميع يجلب أشياء جيدة، ولكن الشيء الرئيسي هو أن نتذكر ما نقوم به، وكيف نفعل ذلك سويًا".

اقرأ أيضًامحمد النني: أحلم بقيادة فريقي الجديد إلى الدوري الإنجليزي.. وبكيت بسبب آرسنال

ووجد النني صعوبة في اختيار زملائه المفضلين في الفريق، حيث قال: "أنا أحبهم جميعًا! أعتقد أن هذا ما يجعلنا أقوى، لأننا جميعًا جيدون حقًا مع بعضنا، نحن حقًا معًا ونفعل كل شيء معًا، أنا أحب أفكار ميكيل بالتأكيد، لأنه يريدنا دائمًا أن نكون معًا، معه أيضًا".

من جهة أخرى، أكد النني ضرورة تعلم اللاعبين الشباب، خاصة أولئك القادمين من أكاديمية النادي والمنضمين إلى الفريق الأول، حيث قال: "أحاول دائمًا القيام بذلك لأنني كنت في هذا الموقف ذاته، عندما تتحدث معهم وتقدم النصائح للاعبين الشباب، فإنهم يعرفون مدى أهمية ذلك".

وتابع: "الشيء الجيد هو أنهم يستمعون، بعض اللاعبين الشباب - ويجب أن أقول إنهم ليسوا هنا - يعتقدون أنهم كبار بالفعل، ولا يرغبون في الاستماع، لكن اللاعبين هنا يستمعون إلينا ويريدون معرفة المزيد، أعتقد أن هذا هو السبب وراء قيامهم بأشياء عظيمة معنا".

وأصر النني على أن الفريق كان يسانده دائمًا، خلال الأوقات الجيدة والسيئة، وقال: "لا أستطيع التفكير في وقت واحد عندما كنت بحاجة إليه فريقي خلفي ولم أجده، هم موجودون دائمًا من أجلي ونحن دائمًا هناك من أجل بعضنا، أعتقد أن هذا شيء موجود بالفعل في ثقافتنا في غرفة تبديل الملابس وفي الفريق".

وشرح: "عندما تعرضت للإصابة، لم أشعر أبدًا أنني لم أكن جزءًا من الفريق، لم أشعر يومًا بأنني بعيد عن الفريق، لقد كانوا رائعين معي، والنادي أيضًا، وقد ساعدني ميكيل وجميع المدربين كثيرًا، لقد كانوا دائما خلفي".

واستطرد: "جميع اللاعبين الذين يلعبون في هذا النادي يقولون أن آرسنال هو الأفضل، لكن لا أحد يشرح السبب، وهذا هو السبب، نحن نعمل كعائلة، والجميع يتحدث إليك هنا، الجميع يقول نفس الشيء، وحتى اللاعبين الجدد يشعرون بنفس الشيء، عندما تأتي إلى هنا فأنت بالفعل في العائلة".

واستمر: "تتحدث إلى الطاقم الطبي ويبدو أنك واحد منهم، إذا تحدثت إلى المدربين، فلن يعتقد أي منهم أنه أكبر منك أو من أي شخص آخر هنا، إنهم أصدقاؤك، كذلك في الملعب، نعمل بجد ونعرف ما نريده من بعضنا، ولكن خارج ذلك نحن أصدقاء، الطاقم الاعلامي في العديد من الأندية يكونون متباعدين عنا، لكن هنا يتحدثون إلينا ونشعر أنهم واحد منا، ونحن واحد منهم، ولهذا السبب، بالنسبة لي، هذا هو النادي الأعظم، حسنًا، أنا ألعب هنا، نعم، لكنني أعدك أنه إذا ذهبت إلى أي مكان آخر فلن تشعر بهذا الشعور العائلي، أمر فريد من نوعه".

ولم يتوقف النني عن هذا الحد، بل قال: "أعتقد أنه عندما يختارون من يأتي إلى آرسنال، فإن النادي يكون صعب الإرضاء حقًا، هناك لاعبون يمكنهم القدوم إلى هنا، ولاعبون لا يستطيعون، يفكر النادي في ما يعنيه قدوم اللاعبين إلى آرسنال، وعندما يأتي هؤلاء اللاعبون إلى هنا يصبحون واحدًا منا، على الفور، لا أعرف كيف يفعلون ذلك، لدينا لاعبون جدد، يأتون من فرق وبلدان مختلفة، وهم معنا على الفور".

وأضاف: "يمكنني أن أراهن أنك إذا تحدثت معهم سيقولون على الفور أنهم يشعرون وكأنهم جزء من هذه العائلة، أتذكر كيف تم الترحيب بي عندما جئت إلى هنا، وما زال الأمر هكذا، نحن نرحب بهم (باللاعبين الجدد)، لقد كانوا هنا ربما منذ أسبوع ويشعرون أنهم كانوا هنا لسنوات".

وعندما طُلب من النني اختيار لحظة تجسد الارتباط القوي بين لاعبي آرسنال والجماهير، قال: "سأكذب إذا قلت لحظة واحدة فقط، بالنسبة لي، كان العام الماضي موسمًا خاصًا، أقول ذلك مع احترامي لكل السنوات التي أمضيتها هنا لأن المشجعين كانوا دائمًا جيدين حقًا، لكن العام الماضي استطعت رؤية الفرحة منهم، وشعرت أن المشجعين شعروا وكأنهم واحد منا، من الصعب القيام بذلك".

واختتم: "ميكيل بالنسبة لي هو عبقري لأنه أنشأ هذا الرابط بين اللاعبين، وهو، والنادي، والمشجعين، جميعًا معًا، أعتقد أنه شيء سحري حقًا، لأنه عليك أن تقوم بالسحر للقيام بذلك، أقسم أن المشجعين يشعرون أنهم واحد منا، ليسوا منفصلين عنا، إنهم يأتون إلى الملعب وهم سعداء ويمكنك أن ترى مدى دعمهم للفريق، عندما نكون خارج أرضنا، نحن محظوظون بوجود هؤلاء المشجعين خلفنا".