دخل نادي الزمالك النفق المُظلم مرة أخرى، فلم تخرج الجماهير من دوامة النتائج السلبية للفريق الأبيض، الذي تعرض للهزيمة مؤخرًا من مازيمبي الكونغولي، بثلاثة أهداف دون رد، في إطار منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا، حتى صُدمت بصدمة أخرى، وهي هروب لاعبها التونسي حمدي النقاز.

قرر حمدي النقاز لاعب فريق الكرة بنادي الزمالك، فسخ عقده مع القلعة البيضاء في الفترة المقبلة بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية.

وقال حمدي النقاز في تصريحات خاصة لـ بطولات: "قررت فسخ عقدي بعد المطالبة بأكثر من مرة بمستحقاتي منذ خمسة أشهر"، قائلاً: "أشكر الجميع على تلك الفترة في الزمالك، أنهيت رحلتي مع النادي".

- مسيرة حمدي النقاز مع الزمالك

انضم حمدي النقاز إلى صفوف الزمالك في 22 من يوليو 2018، واستمر مع الفريق حتى مباراته الأخيرة أمام مازيمبي الكونغولي، خاض خلالهم 68 مباراة سجل خلالها 9 أهداف وصنع مثلهم.

جاءت مشاركات النقاز بواقع 36 مباراة في الدوري المصري، صنع خلالهم 6 أهداف، فيما شارك 16 مباراة في الكونفدرالية و4 مباريات في دوري أبطال إفريقيا، بالإضافة إلى مشاركته في 4 مباريات بالبطولة العربية ومباراة السوبر المصرى أمام الأهلي.

- خسائر الزمالك من رحيل النقاز وأهم البدائل

خسائر الزمالك لن تقف عند هذا الحد، بل سينتج عن هروب النقاز سلسلة جديدة من الأزمات الخاصة بتعويض رحيل اللاعب، خاصة أن الأبيض مقبل على منافسات مهمة أبرزها ضربة البداية في كأس مصر، أمام الشرقية، المقرر إقامتها الأربعاء المقبل، ضمن منافسات دور الـ32، بالإضافة إلى المباراة المرتقبة أمام أول أغسطس الأنجولي، في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا، والتي ستقام على ستاد السلام، يوم السبت القبل، حيث يحتاج الأبيض للفوز في المباراة بعدما تذيل ترتيب المجموعة الأولى بدون رصيد من النقاط.

النقاز كان يلعب بصفة أساسية مع الزمالك وتعويضه لن يكون سهلاً خاصة أن الأبيض لا يملك سوى لاعب واحد فقط في هذه الجبهة وهو حازم إمام، البعيد عن المشاركات الأساسية في هذا المركز منذ فترة طويلة، لذا قد يستعين الزمالك بمدافعه محمد عبدالسلام، الذي سبق له وشارك بشكل اضطراري في هذا المركز مع السويسري كريستيان جروس، المدير الفني للزمالك السابق.

وما قد يُزيد من تعقيدات الأمور هو أن الزمالك لا يملك سوى مكان واحد فقط للاستبدال في يناير ويسعى لتعزيز خط الوسط بعد إصابة محمود عبد العزيز "زيزو"، لاعب وسط الفريق، وسيحتاج الأبيض لضم ظهير أيمن وهو نفس الأمر بالنسبة للقائمة الإفريقية.

كما أن هروب التونسي حمدي النقاز قد يفتح الباب أمام لاعبين آخرين لتكرار نفس الأمر وفسخ التعاقد مع الفريق فى حال عدم صرف المستحقات المتأخرة لهم، بالإضافة إلى أن مجلس الأبيض، برئاسة مرتضى منصور، قد يجد صعوبة فى التعاقد مع لاعبين أجانب خاصة من المنطقة العربية بسبب هروب لاعب من أجل مستحقاته المالية.

- الهاربون من ميت عقبة

واقعة هروب النقاز ليست الأولى في تاريخ نادي الزمالك، الذي يُعد من أكثر الأندية المصرية التي تعرضت لهروب اللاعبين الأفارقة لديهم وعلى رأسهم 4 لاعبين، كان أولهم الغاني الراحل جونيور أجوجو عام 2008، حيث أثارت صفقة اللاعب ضجة كبيرة إلا أنه لم يشارك في المباريات واعتاد افتعال المشاكل والسهر في الملاهي الليلية لتنتهي مسيرته مع الأبيض بالهروب ويتقدم النادي بشكوى ضده للفيفا.

كما هرب البرازيلي ريكاردو، ظهير أيسر الزمالك السابق 2009 بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية، وتكررت نفس الأزمة مع البنيني رزاق أوتمويسي الذي تسبب عدم حصوله علي مستحقاته المالية في هروبه عام 2013، لينهي مسلسل هروب لاعبي الزمالك في العام الماضي البوركيني محمد كوفي الذي غادر إلى بلاده بسبب مشكلته مع مرتضى منصور رئيس النادي، قبل أن يعتذر اللاعب ويعود إلى الفريق، ليقرر مسئولو الأبيض إعارته بالدوري السعودي.

كل هذه الوقائع كلفت الزمالك ملايين طائلة من الغرامات التي فرضها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "فيفا"، بسبب المستحقات المالية التي لم يُسددها للاعبيه.